نقل ابن عساكر في تاريخه أن الحميدي أوصى إلى الأجل مظفر بن رئيس الرؤساء أن يدفن عند بشر الحافي فخالف وصيته فلما كان بعد مدة رأى في منامه الحميدي وهو يعاتبه على ذلك فنقله في صفر سنة إحدى وتسعين وكان كفنه جديداً وبدنه طرياً يفوح منه رائحة المسك . ووقف كتبه وله الجمع بين الصحيحين تاريخ الأندلس جمل تاريخ الإسلام الذهب المسبوك في وعظ الملوك كتاب ترسل مخاطبات الأصدقاء ما جاء من الآثار في حفظ الجار ذم النميمة كتاب الأماني الصادقة كتاب أدب الأصدقاء كتاب تحية المشتاق في ذكر صوفية العراق كتاب المؤتلف والمختلف كتاب وفيات الشيوخ ديوان شعوه .
ومن شعره : .
لقاء الناس ليس يفيد شيئاً ... سوى الهذيان من قيل وقال .
فأقلل من لقاء الناس إلا ... لأخذ العلم أو لصلاح حال .
وقال : .
كل من قال في الصحابة سوءاً ... فاتهمه في نفسه وأبيه .
وأحق الأنام بالعدل من لم ... ينتقصهم بمنطق منن فيه .
وإذا القلب كان بالود فيهم ... دل أن الهدى تكامل فيه .
وقال : .
من لم يكن للعلم عند فنائه ... أرجٌ فإن بقاءه كفنائه .
بالعلم يحيى المرء طول حياته ... وإذا انقضى أحياه حسن ثنائه .
ابن الفرج .
الأزرق محمد بن الفرج الأزرق قال الدار قطني : لا بأس به .
توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين .
ابن الطلاع المالكي محمد بن فرج أبو عبد الله مولى محمد بن يحيى المعروف بابن الطلاع القرطبي الفقيه المالكي مفتي الأندلس ومسندها في الحديث .
توفي سنة سبع وتسعين وأربع مائة .
أبو المعالي محمد بن أبي الفرج بن معالي بن بركة بن الحسين أبو المعالي الموصلي المقرئ الفقيه الشافعي .
صحب أبا بكر يحيى بن سعدون المقرئ النحوي وقرأ عليه القرآن بالروايات وقدم بغداد وقرأ الأدب على أبي البركات ابن الأنباري وتفقه بالمدرسة النظامية وبرع في الفقه والخلاف والأصول وصار معيداً بها سمع بالموصل من خطيبها شيئاً يسيراً وله في القراآت مصنفات وخضب بالسواد مدة ثم تركه .
توفي سنة إحدى وعشرين وست مائة .
ومن شعره : .
وقد أوتيت أخلاقاً ... تحير ضارب المثل .
فأنت الكامل المتفرد الخالي من الخلل .
لقد أصبحت للوفا ... د من حافٍ ومنتعل .
مسيح مروءةٍ يحيي ... لدينا ميت الأمل .
أبو تراب الشعراني اللغوي محمد بن الفرج بن الوليد الشعراني أبو تراب اللغوي .
ذكره أبو منصور الأزهري في مقدمة كتابه فقال : أبو تراب محمد بن الفرج صاحب كتاب الاعتقاب قدم هراة مستفيداً من شمر فكتب عنه شيئاً كثيراً وأملى بهراة من كتاب الاعتقاب أجزاء ثم عاد إلى نيسابور وأملى بها باقي الكتاب .
قال : وقد نظرت في كتابه فاستحسنته ولم أر فيها تصحيفاً .
قال ياقوت في معجم الأدباء : كنت رأيت نسخة بكتاب الأزهري ببغداد وقد ذكر الأزهري أبا تراب فيها وسماه محمد بن الفرج فلما وردت إلى مرو وقفت على النسخة التي بخط الأزهري ولم أجد ذكر اسم أبي تراب في المقدمة إنما ذكر كنيته فقال : أبو تراب صاحب كتاب الاعتقاب ورأيته يقول في ضمن كتابه : قال إسحاق بن الفرج وكان هناك نسخة أخرى بكتاب الأزهري لا توافق التي بخطه وفيها زيادات ونقصان وكنت أتأمل ذلك القول الذي عزاه في كتابه الذي بخطه إلى إسحاق ابن الفرج وهو مذكور في النسخة الأخرى لأبي تراب وكذا إذا وجدت في خطه شيئاً قد عزاه إلى أبي تراب أراه في تلك النسخة قد عزاه إلى إسحاق بن الفرج وطلبت نسخة بكتاب الاعتقاب لأصحح اسمه منها فوجدتها مترجمة لمحمد بن الفرج بن الوليد الشعراني وأنا في حيرة من هذا إلى أن يصح إن شاء الله تعالى . انتهى كلام ياقوت .
الذكي النحوي محمد بن الفرج أبو عبد الله المالكي الكتاني المعروف بالذكي النحوي .
مات فيما ذكره ابن الجوزي سنة ست عشرة وخمس مائة وهو من صقلية .
كان عالماً بالنحو واللغة وسائر فنون الأدب ورد إلى بغداد وخرج إلى خراسان ومضى إلى غزنة ودخل الهند وخاصم هناك أئمة مخاصمات آلت إلى طعنهم فيه ثم عاد إلى أصبهان ومات بها .
كان يقول : الغزالي ملحد وإذا ذكره يقول : الغزالي المجوسي البقرطوسي .
كتب إليه الزمخشري محمود :