تجتاب أبواب الخمول فقلت عن ... كرهٍ ولست كجاهلٍ راضيها .
لي همةٌ مأسورةٌ لو صادفت ... سعداً بغير عوائق تثنيها .
ضاق الفضاء بها فلا تسطيعها ... لعلوها الأفلاك أن تحويها .
ما للمقاصد جمةٌ ومقاصدي ... ناط القضاء بها الفضا والتيها .
أطوي الليالي بالمنى وصروفها ... تنشرنني أضعاف ما أطويها .
أني على نوب الزمان لصابرٌ ... إما ستفني العمر أو يفنيها .
أما الذي يبقى فقد أحرزته ... والفانيات فما أفكر فيها .
ومنه : .
بنيّ كن حافظاً للعلم مطرحاً ... جميع ما الناس فيه تكتسب نسبا .
فقد يسود الفتى من غير سابقةٍ ... للأصل بالعلم حتى يبلغ الشهبا .
غذّ العلوم بتذكارٍ تعش أبداً ... فالنار تخمد مهما لم تجد حطبا .
إني أرى عدم الإنسان أصلح من ... عمرٍ به لم ينل علماً ولا نشبا .
قضى الحياة فلما مات شيعه ... جهلٌ وفقرٌ لقد قضاهما نصبا .
ومنه : .
من لزم الصمت اكتسى هيبةً ... تخفي عن الناس مساويه .
لسان من يعقل في قلبه ... وقلب من يجهل في فيه .
ومنه : .
قد أقبلت غولة الصبايا ... تنظر عن معلم النقاب .
فقلت من أعظم الرزايا ... قفلٌ على منزلٍ خراب .
أحسن ما كنت في عباةٍ ... ملفوفة الرأس في جراب .
قلت : شعر جيد .
؟ ابن محبب .
محمد بن محبب أبو همام الدلال القرشي البصري صاحب الدقيق . روى عنه أبو داود عن رجل والنسائي وابن ماجه وثقه أبو داود .
توفي سنة إحدى وعشرين ومائتين .
؟ ابن محبوب .
البناني محمد بن محبوب أبو عبد الله البناني . روى عنه البخاري وأبو داود وروى النسائي عن رجل عنه أثنى عليه ابن معين وقال : كيس صادق .
توفي سنة اثنتين وعشرين ومائتين .
؟ ابن محرز .
ركن الدين الوهراني محمد بن محرز أبو عبد الله المعروف بركن الدين الوهراني وقيل جمال الدين أحد ظرفاء العالم وأدبائهم .
قدم من المغرب إلى مصر وهو يدعي الإنشاء فرأى الفاضل والعماد وتلك الحلبة فعلم أنه ليس من طبقتهم فسلك ذاك المنهج الحلو والأنموذج الظريف وعمل المنام المشهور وله ديوان ترسل .
قدم دمشق وأقام بها مدة وبها توفي سنة خمس وسبعين وخمس مائة .
ووهران مدينة كبيرة وبينها وبين تلمسان يومان بنيت سنة تسعين ومائتين .
والمنام الذي عمله سلك فيه مسلك أبي العلاء المعري في رسالة الغفران لكنه ألطف مقصداً وأعذب عبارةً .
وكان قد سلطه الله تعالى على الشيخ تاج الدين الكندي وعلى المهذب ابن النقاش الطبيب وعلى القاضي الفاضل .
أما القاضي الفاضل فإنه ما كان يجسر على التصريح بذكره بل يعرض به كقوله في رسالة كتبها إلى مجد الدين ابن المطلب وقد ذكر الحمام الفيوم : فلمز أشعر إلا والحائط الشمالي قد انشق وخرج منه شخص عجيب الصورة ليس له رأس ولا رقبة البتة وإنما وجهه في صدره ولحيته في بطنه مثل بعض الناس فهذا تعريض بالفاضل C