محمد بن مزيد بن محمود بن منصور بن راشد أبو بكر ابن أبي الأزهر الخزاعي النحوي المعروف بابن أبي الأزهر هكذا ذكره الخطيب وذكره محمد بن إسحق فقال : محمد بن أحمد بن مزيد النحوي الاخباري البوسنجي وتوفي عن سن عالية وقال الوزير عبد الرحمن في كتابه في أخبار أخيه : حدثني محمد بن مزيد أبي الأزهر . مات فيما ذكره الخطيب سنة خمس وعشرين وثلاث مائة وحدث عن إسحق بن أبي إسرائيل ومحمد ابن سليمان لوين وأبي كريب محمد بن العلاء والزبير بن بكار والمبرد وكان مستمليه وحماد بن إسحق الموصلي روى عنه كتاب الأغاني لأبيه روى عنه الدارقطني وأبو بكر ابن شاذان والمعافى بن زكرياء وأبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني قال الخطيب : وكان كذاباً يضع الأحاديث على الثقات وله شعر كثير زاد في حديث النبي A في قوله لعلي عليه السلام : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي زاد فيه ولو كان لكنته لم يرو هذه الزيادة غيره وله من هذه الأخبار ما لست بصدد ذكره وله تصانيف منها أخبار عقلاء المجانين وكتاب الهرج والمرج في أخبار المستعين والمعتز ومن شعره : .
لا تبع لذة يوم لغد ... وبع الغي بتعجيل الرشد .
إنها إن أخرت عن وقتها ... باختداع النفس فيها لم تعد .
فاشغل النفس بها عن شغلها ... لا تفكر في حميم وولد .
أو ما خبرت عما قيل في ... مثلٍ باقٍ على مر الأبد .
إنما دنياي نفسي فإذا ... تلفت نفسي فلا عاش أحد .
ومنه : .
إذا كنت أحتاج في حاجتي ... وأنت صديقي أن أذكرك .
فحقك عندي إذا ما قضي ... ت بعد اقتضائي أن أهجرك .
فلا حظ فيك لذي حاجة ... إذا كان حظك أن يعذرك .
قلت : شعر جيد .
قطرب اللغوي .
محمد بن مستنير النحوي اللغوي البصري مولى سلم بن زياد المعروف بقطرب أخذ الأدب عن سيبويه وعن جماعة من العلماء البصريين وكان حريصاً على الاشتغال كان يبكر إلى سيبويه قبل حضور التلاميذ إليه فقال له : ما أنت إلا قطرب ليل فبقي علماً عليه والقطرب دويبة لا تزال تدب ولا تفتر وكان من أئمة عصره وله من التصانيف : معاني القرآن والاشتقاق والقوافي والنوادر والأزمنة والفرق والأصوات والصفات والعلل في النحو والأضداد وخلق الفرس وخلق الإنسان وغريب الحديث والهمز والمجاز في القرآن والمثلث وله تصانيف لطاف في النحو وفعل وافعل والرد على الملحدين في تشابه القرآن وهو أول من وضع المثلث في اللغة وكان قطرب يعلم أولاد أبي دلف العجلي أورد له صاحب البارع قوله : .
إن كنت لست معي فالذكر منك معي ... يراك قلبي وإن غيبت عن بصري .
والعين تبصر من تهوى وتفقده ... وناظر القلب لا يخلو من النظر .
توفي سنة ست ومائتين يقال اسمه أحمد بن محمد ويقال الحسن بن محمد والأول أصح حدث المرزباني قال : صار قطرب إلى أبي دلف يؤدب ولده فلما مات كان الحسن بن قطرب يؤدبه عوضاً عن أبيه فحضر معه يوماً بعض الحروب فوقع في رأسه سهم فسقط فحامى عنه أبو دلف وحارب أشد حرب حتى استنفذه وحمله إلى مأمنه وهو مغشي عليه وجمع الأطباء وأمرهم باستخراج السهم فقالوا : إن خرج السهم ولم يخالط الدماغ عاش وإن خالطه لم يعش ففتح عينيه الحسن بن قطرب ورفع رأسه وقال : انزعوه فلو كان له دماغ ما حضر هذا الموضع فقال أبو دلف في ذلك : .
وليشركن أبو علي قطرب ... مني يداً بيضاء غير عقام .
ردي عليه فتاه بعد ثوائه ... رهناً لكل مهندٍ قضام .
في حيث لا تجدي عليه دفاتر ... مرسومة برواقش الأقلام .
لا النحو ينفعه ولا إتقانه ... علم العروض ومذهب النظام .
وكان قطرب يرى رأي المعتزلة النظامية وعن النظام أخذ مذهبه وكان يغيظ الأصمعي لأنهما جميعاً غلاما خلف الأحمر قال المرزباني : ولم يكن ثقة قال ابن السكيت : كتب عن قطرب قمطراً ثم تبينت أنه يكذب في اللغة فليس أذكر عنه شيئاً وقال أبو زيد : قطرب وأبوه معتزليان وهما متهمان في عظم الدين وفيه يقول أبو ربيعة ممويه :