محمد بن الموفق بن سعيد بن علي بن نجم الدين أبو البركات الخبوشاني بالخاء المعجمة والباء الموحدة والشين المعجمة بعد الواو الصوفي الفقيه الشافعي كان يستحضر كتاب المحيط وله كتاب تحقيق المحيط وهو في ستة عشر مجلداً وكان يستحضره لأنه أملاه عن خاطره على ما قيل في ستة عشر مجلداً كان السلطان صلاح الدين يقربه ويكرمه ويعتقد فيه وعمر له المدرسة المجاورة للشافعي حضر إليه الملك العزيز وصافحه فاستدعى بماء وغسل يده وقال : يا ولدي إنك تمسك العنان فقال له : نعم فامسح وجهك واغسله فإنك مسحت وجهك فقال : نعم وغسل وجهه وكان إذا رأى ذمياً راكباً قصد قتله وكان الذمة يتحامونه ولم يأكل من وقف مدرسة لقمة ودفن في الكساء الذي حضر فيه من خبوشان وكانت وفاته سنة سبع وثمانين وخمس مائة ودفن في قبة تحت رجلي الشافعي وبينهما شباك يقال إن العاضد خليفة مصر رأى في منامه آخر دولته أنه خرجت إليه عقرب من مسجد في مصر معروف بها فلدغته فلما قصه على العابر قال له : ينالك مكروه من شخص مقيم في ذلك المسجد فقال العاضد لوالي مصر : أحضر إلي من هو مقيم في ذلك المسجد الفلاني فاحضر إليه رجلاً صوفياً فلما رآه من أين حضوره ومتى قدم فكلما سأله عن شيء أجابه فلما ظهر له حاله وضعفه وعجزه عن إيصال مكروه منه إلى العاضد أعطاه شيئاً وقال : يا شيخ ادع لنا وأطلقه فلما استولى السلطان صلاح الدين وعزم على القبض على العاضد استفتى الفقهاء في خلعه فكان أكثرهم مبالغة في الحط على العاضد وأشدهم قياماً في أمره وحضاً على خلعه ذلك الصوفي الذي أحضره العاضد لما رأى الرؤيا وكان هو نجم الدين الخبوشاني المذكور .
الشيباني .
محمد بن المؤمل بن نصر بن المؤمل الشيباني أبو بكر بن أبي طاهر من أهل بعقوبا من قرية تعرف بقباب ليث قال ابن النجار : ذكر لنا أنه من ولد الليث بن نصر بن سيار الشيباني الأمير قدم بغداذ مراراً كثيرة وسمع بها من أبي الوقت السجزي ثم قدم علينا بعد علو سنه وكتبنا عنه . وهو شيخ صالح متدين حسن الطريقة توفي سنة سبع عشرة وست مائة .
أبو نصر الفرضي .
محمد بن موهوب بن الحسن أبو نصر الفرضي الضرير كان أوحد وقته في علم الفرائض والحساب وله مصنفات حسنة في ذلك قرأ عليه جماعة وتخرجوا به وذكره ابن كامل الخفاف في معجم شيوخه الذين سمع منهم ولم يخرج عنه حديثاً وكان لا يأخذ أجرة على تعليمه الفرائض والحساب ولكن يأخذ الأجرة على تعليمه الجبر والمقابلة ويقول : الفرائض مهمة وهذا من الفضل .
ابن حواري الشاعر .
محمد بن المؤيد بن محمد بن أحمد بن حواري مهذب الدين أبو جعفر التنوخي المعري الشاعر سمع وروى وتوفي سنة ثلاث وست مائة من شعره : .
توق زوال الحسن عند كماله ... لأنك من صرف النوى غير خائف .
ألأم تر أن الورد لما تكاملت ... محاسنه أوردت به كف قاطف .
ومنه : .
لاحظته فبدا النجيع بخده ... فاقتص لا متعدياً من ناظري .
وكلاهما حتى المعاد مضرج ... بدمائه من جابر أو ثائر .
ومنه : .
خف الزمان ولا تأمن غوائله ... فما الزمان على شيء بمأمون .
غداً ترى الشعر قد غطت غياهبه ... ضياء خديك فاستسعيت في الهون .
سعد الدين الجويني الصوفي .
محمد بن المؤيد بن عبد الله بن علي بن محمد بن حمويه الشيخ سعد الدين الجويني الصوفي كان صاحب رياضات وأحوال وله كلام في التصوف على طريق أهل الوحدة أقام بقاسيون يتأله ويتعبد مدة ولما ضاق به الحال رجع إلى خراسان واجتمع به جماعة من التتار وأسلك على يده غير واحد منهم وتوفي سنة خمسين وست مائة .
ابن المؤيد الألسي .
محمد بن المؤيد بن محمد بن علي بن أحمد الألسي أبو المظفر بن أبي سعد الشاعر ولد ببغداذ ونشأ بها وقال الشعر ومدح الأعيان وروى شيئاً من شعره وشعر أبيه ذكره العماد في الخريدة قال : هاجر إلى العادل نور الدين بالشام وأقام في خيمتي بالمعسكر سنة أربع وستين وكنا في صرخد فمرض فنفذناه إلى دمشق فتوفي في الطريق ومن شعره : .
أيها العادل الذي ملأ الأر ... ض عطاء غمراً ومناً وعدلا .
لم أسر طالباً سوى ظلك الصا ... في وحاشاي لا أصادف ظلا