محمد بن هبة الله بن محمد بن يحيى بن مميل الشيرازي أبو نصر بن أبي العلاء الفقيه الشافعي من أهل شيراز ومن أهل البيوتات الكبار بها قدم بغداذ وبها توفي قرأ المذهب والخلاف على أبي إسحاق الشيرازي ولازمه حتى برع في ذلك وصار أحد المعيدين بالمدرسة النظامية وطلب الحديث وسمع الكثير وكتب بخطه أكثر ما سمع سمع أبا محمد عبد الله الصريفيني وأبا الحسين أحمد بن النقور وأبا منصور عبد الباقي العطار وأبا القاسم علي بن البسري والشريف أبا نصر محمداً الزينبي وأبا القاسم عبد العزيز الأنماطي وأبا محمد أحمد الدقاق وأخاه أبا الغنائم محمداً وأبا الخطاب نصر بن البطر وأبا القاسم عبد الله الحلال وأبا القاسم يوسف المهرواني وأبا الحسين عاصماً العاصمي وخلقاً غيرهم وحدث بالكثير وروى عنه ولده أبو محمد هبة الله بن المكرم الصوفي ومحمد بن بركة بن كرما وغيرهم وابن بوش التاجر وكان إماماً في الفقه والخلاف ويعرف الحديث ثقة صدوقاً توفي سنة ست عشرة وخمس مائة ومولده تقريباً سنة اثنتين وأربعين وسيأتي بعد هذا ذكر حفيده القاضي شمس الدين .
القاضي شمس الدين ابن الشيرازي .
محمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن يحيى ابن بندار بن مميل القاضي شمس الدين أبو نصر ابن الشيرازي الدمشقي الشافعي ولد سنة تسع وأربعين وخمس مائة أجاز له الوقت ونصر ابن سيار الهروي وجماعة وسمع الكثير وطال عمره وتفرد عن أقرانه استقل بالقضاء بعد نيابة في الشام ودرس بمدرسة العماد الكاتب وتركها ودرس بالشامية الكبرى وكان عديم النظير في عدم المحاباة في الحكم يستوي عنده الخصمان في النظر وتوفي سنة خمس وثلاثين وست مائة وهو حفيد أبي نصر المقدم ذكره .
عم الصاحب كمال الدين ابن العديم .
محمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن أحمد القاضي الزاهد أبو غانم ابن القاضي أبي الفضل ابن العديم العقيلي الحلبي سمع وروى وتفقه على مذهب أبي حنيفة وتعبد وانقطع للعبادة وعرض عليه قضاء حلب فامتنع وهو عم الصاحب كمال الدين عمر توفي سنة سبع وعشرين وست مائة وكان يكتب في رمضان إذا اعتكف مصحفاً أو مصحفين وكتب تصانيف الترمذي وعني بها وكتب على طريقة ابن البواب .
محمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن هارون بن موسى ابن العديم العقيلي الحلبي أبو غانم كان فقيهاً فاضلاً زاهداً عفيفاً سمع أباه وغيره وولي قضاء حلب وأعمالها وخطابتها في أيام تاج الدولة تتش سنة ثمان وثمانين وأربع مائة ولم يزل قاضياً إلى أن عزله رضوان لما خطب للمصريين وولي القضاء الزوزني العجمي ولما أعيدت الخطبة للعباسيين أعيد أبو غانم للقضاء وجاءه التقليد من بغداذ بالقضاء والحسبة وكان حنفي المذهب كان يوماً قد صلى بالجامع وخلع نعليه قرب المنبر وكانا جديدين فلما قضى الصلاة وقام ليلبسهما وجد نعليه العتيقين مكانهما فسأل غلامه عن ذلك فقال : جاء إلينا واحد الساعة وطرق الباب وقال : يقول لكم القاضي : أنفذوا إليه مداسه العتيق فقد سرق مداسه الجديد فضحك وقال : جزاه الله خيراً فإنه لص شفوق وهو في حل منه توفي أبو غانم سنة أربع وثلاثين وخمس مائة .
أبو شجاع الواعظ .
محمد بن هبة الله أبو شجاع الواعظ ذكره أبو بكر ابن كامل الخفاف في معجم شيوخه وروى عنه شيئاً من شعره ومن شعره : .
إلام التفت وفيم افتكرت ... رأيت الأمور عمى كلها .
عذيري من زمن كلما ... شددت عرى أملي حلها .
ومنه : .
يا نسيم الشمال من أرض نجد ... خبر الظاعنين شوقي ووجدي .
لم تزل بي نوائب الدهر حتى ... تركتني نوائب الدهر وحدي .
من معيد أيامي البيض في نج ... د وهيهات أين أيام نجد .
ومنه : .
قلت : للقمري إذ نا ... ح بليل فشجاني .
ليت شعري ما الذي أش ... جاك والمحبوب دان .
قلت : شعر مقبول .
العماد ابن الشرف الاصبهاني .
محمد بن هبة الله بن عبد الوهاب أبو العلاء الأصبهاني يعرف بالعماد ابن الشرف كان جده قاضي خوزستان اجتمع به العماد الكاتب بأصبهان في سنة تسع وأربعين وخمس مائة ولم يبقل شاربه وكان فقيهاً فاضلاً أديباً ومن شعره :