محمد بن وهب بن سلمان بن أحمد بن علي أبو المعالي ابن أبي القاسم السلمي المعروف بابن الزنف من أهل دمشق سمع في صباه من أبي الدر ياقوت بن عبد الله البخاري والفقيه أبي الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي وأبي محمد الحسن بن الحسين بن البن الأسدي وأبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي وأبي طالب علي بن حيدرة بن جعفر العلوي وأبي طاهر إبراهيم ابن الحسن بن الحصني وغيرهم وعمر حتى حدث بالكثير وانتشرت عنه الرواية قال محب الدين ابن النجار : قدم علينا بغداذ سنة خمس وست مائة متوجهاً إلى الحج وكانت معه شدة من عواليه سمعناها منه وكتبناها عنه وكان شيخاً صالحاً حسن الهيئة صدوقاً ولد سنة ثلاث وثلاثين وخمس مائة بدمشق وتوفي بها في شعبان سنة ست وست مائة .
العابد .
محمد بن وهب أبو جعفر العابد صاحب الجنيد قال : سافرت لألقى أبا حاتم العطار الزاهد البصري فطرقت عليه بابه فقال : من ؟ فقلت : رجل يقول ربي الله ففتح الباب ووضع خده على التراب وقال : طأ عليه فهل بقي في الدنيا من يحسن أن يقول ربي الله ؟ توفي سنة إحدى وسبعين ومائتين وغسله الجنيد وصلى عليه ودفنه إلى جانب سري السقطي .
ابن وهب الشاعر .
محمد بن وهب من شعراء المأمون شاعر مليح جيد المعاني فصيح الألفاظ من شعره : .
وليل في جوانبه فصول ... من الأظلام أدهم غيهبان .
كأن نجومه دمع حبيس ... ترقرق بين أجفان الغواني .
وقال : .
رأيت وضحاً في مفرق الرأس راعها ... شريجان مبيض به وبهيم .
تفاريق شيب في السواد لوامع ... وما خير ليل ليس فيه نجوم .
وقال في مدح المأمون وهو من حسن التخلص : .
وبدا الصباح كأن غرته ... وجه الخليفة حين يمتدح .
نشرت بك الدنيا محاسنها ... وتزينت بصفاتك المدح .
وقال : .
ألا ربما ضاق الفضاء بأهله ... وأمكن من بين الأسنة مخرج .
وقد يركب الخطب وهو قاتل ... إذا لم يكن إلا عليه معرج .
وقال من مديح المأمون : .
فكأنه روح تدبرنا ... حركاته وكأننا جسد .
وقال : .
نراع لذكر الموت ساعة ذكره ... وتعترض الدنيا فنلهو ونلعب .
يقين كأن الشك أغلب أمره ... عليه وعرفان إلى الجهل ينسب .
وقد نعت الدنيا إلى نعيمها ... وخاطبني إعجامها وهو معرب .
ولكنني منها خلقت لغيرها ... وما كنت منه فهو شيء محبب .
الحميري البصري .
محمد بن وهيب الحميري البصري شاعر مطبوع مكثر يكنى أبا جعفر مدح المأمون والمعتصم وهو القائل : .
نراع لذكر الموت ساعة ذكره ... وتعترض الدنيا فنلهو ونلعب .
يقين كأن الشك أغلب أمره ... عليه وعرفان إلى الجهل ينسب .
وقال : .
ألا ربما كان التصبر ذلة ... وأدنى إلى الحال التي هي أسمج .
ويا ربما ضاق الفضاء بأهله ... وأمكن من بين الأسنة مخرج .
وقال : .
ما لمن تمت محاسنه ... أن يعادي طرف من رمقا .
لك أن تبدي لنا حسناً ... ولنا أن نعمل الحدقا .
قال محب الدين ابن النجار : وكان يتشيع وله مراث في آل البيت وقال صاحب الأغاني : كان تياهاً شديد الذهاب بنفسه وقال : دخل على أحمد بن هشام وقد مدحه فرأى بين يديه غلماناً روقة مرداً وخدماً بيضاً فرهاً في نهاية الحسن والكمال والنظافة فدهش لما رأى وبقي متبلبلاً لا ينطق حرفاً فضحك أحمد منه وقال له : ما لك ويحك ! .
تكلم بما تريد فقال : .
قد كانت الأصنام وهي قديمة ... كسرت وجذعهن إبرهيم .
ولديك أصنام سلمن من الأذى ... وصفت لهن نضارة ونعيم .
وبنا إلى صنم نلوذ بركنه ... فقر وأنت إذا هززت كريم .
فقال له : اختر من شئت منهم فاختار واحداً فأعطاه إياه فمدحه بأبيات .
البديهي