محمد بن يحيى بن علي بن الفضل بن هبة الله قاضي القضاة محيي الدين أبو عبد الله بن فضلان بالفاء والضاد المعجمة على وزن سلمان البغداذي الشافعي مدرس المستنصرية ولي القضاء للإمام الناصر آخر دولته تفقه على والده وبرع في المذهب ورحل إلى خراسان وناظر علماءها وكان علامة في المذهب والأصول والخلاف والمنطق سمحاً جواداً لا يدخر شيئاً وكان قوالاً ازدحموا على نعشه لما مات سنة إحدى وثلاثين وست مائة كتب إلى الناصر في مضاعفة الجزية على أهل الذمة وقال : يجوز أخذها منهم فوق الدينار إلى المائة حسب امتداد اليد عليهم وعزله الظاهر بعد شهرين من ولايته ثم ولي النظر على البيمارستان وعزل بعد ستة أشهر وولي نظر الجوالي ثم ولي تدريس مدرسة أم الناصر وتولى تدريس المستنصرية وتوجه رسولاً إلى الروم وسيأتي ذكر والده في حرف الياء .
أبو بكر البرذعي .
محمد بن يحيى بن هلال أبو بكر البرذعي ذكره أبو سعد الإدريسي في تاريخ سمرقند وقال : سكن بغداذ وكان فاضلاً أديباً شاعراً قدم علينا سمرقند سنة خمسين وثلاث مائة وكتبنا عنه بها يروي عن أبي بكر محمد ابن الفضل بن حاتم الطبري ومحمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي الطبري وروى عنه الإدريسي حديثاً .
ابن البرذعي النحوي .
محمد بن يحيى بن هشام العلامة أبو عبد الله النصاري الخزرجي الأندلسي المعروف بابن البرذعي من أهل الجزيرة الخضراء كان رأساً في العربية عاكفاً على التعليم كان أبو علي الشلوبين يثني عليه ويعترف له صنف فصل المقال في أبنية الأفعال وله كتاب المسائل النخب في عدة مجلدات والإفصاح وغير ذلك توفي بتونس سنة ست وأربعين وست مائة وقد نيف على السبعين .
القاضي أبو الحسين الغرناطي الأشعري .
محمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن الربيع العلامة القاضي أبو الحسين ابن العلامة المصنف المتكلم قاضي غرناطة أبي عامر الأشعري اليماني القرطبي أحد فرسان الكلام روى عن أبيه وعمه أبي جعفر أحمد وأبي القاسم أحمد بن بقي وغيرهم قال الشيخ أثير الدين أبو حيان : أجاز لي ونقلت أسماء شيوخه وعمل برنامجاً إلى أن قال : وهو كان المشار إليه بالأندلس في العلوم العقلية من أصول الدين والفقه والحساب والهندسة وله معرفة بالطب ووجاهة عند السلطان ابن الأحمر وكان أشعري النسب والمذهب وله تصانيف في المعقولات قال : وسمعت قاضي القضاة تقي الدين ابن دقيق العيد يقول : ما وقفنا على كلام أحد من متأخري المغربة مشبه لكلام العجم مثل هذا توفي سنة ثلاث وسبعين وست مائة .
صاحب تونس .
محمد بن يحيى بن عبد الواحد بن عمر الأمير المستنصر أبو عبد الله ابن الأمير أبي زكرياء الهنتاتي ولي أبوه يحيى مدة ومات سنة سبع وأربعين وهما بربريان موحدان صاحبا تونس وأجل ملوك الغرب في زمانهما كان جده الشيخ الهنتاتي من العشرة أصحاب ابن تومرت وكان محمد ملكاً عظيماً شجاعاً سؤوساً متحيلاً على بلوغ قصده يقتحم الأخطار وهو ذو غرام بالعمارات واللذات تزف إليه كل ليلة جارية وقتل عمية لما تملك وأباد جماعة من الخوارج ووضع جماعة منهم في قبة أساسها . . . ثم أرسل الماء عليها وارتدمت عليهم وكانت أسلحة الجيش كلها في خزائنه فإذا وقع أمر أخرجها ولم يكن لجنده اقطاع بل يجمع ارتفاع البلاد ويأخذ لنفسه الربع والثمن وينفق ما بقي فيهم كل عام نفقات روى عنه الخطيب أبو بكر ابن سيد الناس توفي سنة خمس وسبعين وست مائة أخبرني الشيخ أثير الدين من لفظه قال : أخبرني رئيس الأدباء أبو الحسن حازم أنه قال : كنت أساير المستنصر ونحن في البستان الذي أنشأه ظاهر تونس فكنا نتمالط في الشعر يبدأ هو بالبيت وأتمه أنا وأبدأ ويتمه هو وكان مائلاً إلى الفقه على طريقة أهل الحديث وأنشدني أثير الدين من لفظه قال : أنشدني صاحبنا أبو عمرو ابن الحافظ أبي بكر ابن سيد الناس قال : أنشدني أبي قال : أنشدنا المستنصر بالله أبو عبد الله ملك أفريقية لنفسه : .
مالي عليك سوى الدموع معين ... إن كنت تغدر في الهوى وتخون .
من منجدي غير الدموع وإنها ... لمغيثة مهما استغاث حزين .
الله يعلم أن ما حملتني ... صعب ولكن في رضاك يهون