محمد بن يعقوب بن أبي الفرح بن عمر بن الخطاب الشيخ المعمر مسند العراق شهاب الدين أبو سعد ابن الدينة ويقال ابن الديني البغداذي ولد سنة تسع وثمانين وسمع من أبي الفتح المندائي وابن سكينة وحنبل الرصافي وابن الحريف وابن الأخضر ويقال إنه سمع من أبي الفرج ابن الجوزي وذلك ممكن لأنه سمع في صباه من ابن كليب ومن ابن الأخضر وذلك سنة أربع وتسعين ولي مشيخة المستنصرية وروى عنه الدمياطي وأبو العلاء الفرضي وأجاز لمن أدرك حياته وتوفي سنة سبعين وست مائة .
مجير الدين ابن تميم .
محمد بن يعقوب بن علي مجير الدين ابن تميم الإسعردي وهو سبط فخر الدين ابن تميم سكن حماة وخدم الملك المنصور وكان جندياً محتشماً شجاعاً مطبوعاً كريم الأخلاق بديع النظم رقيقه لطيف التخيل إلا أنه لا يجيد إلا في المقاطيع فأما إذا طال نفسه ونظم القصائد انحط نظمه ولم يرتفع توفي بحماة سنة أربع وثمانين وست مائة وهو في التضمن الذي عاناه فضلاء المتأخرين آية وفي صحة المعاني والذوق اللطيف غاية لأنه يأخذ المعنى الأول ويحل تركيبه وينقله بألفاظه الأولى إلى معنى ثانٍ حتى كأن الناظم الأول إنما أراد به المعنى الثاني وقد أكثر من ذلك حتى قال : .
أطالع كل ديوان أراه ... ولم أزجر عن التضمين طيري .
أضمن كل بيت فيه معنى ... فشعري نصفه من شعر غيري .
ومما نقلته من خطه له في التضمين المذكور : .
أهديته قدحاً فإن أنصفته ... أوسعته بجماله تقبيلا .
نظمت به الصهباء در حبابها ... حتى يصير لرأسه إكليلا .
ونقلت منه أيضاً : .
لو أنك إذ شربناها كؤوساً ... ملئن من المدام الأرجواني .
حسبت سقاتها دارت علينا ... بأشربة وقفن بلا أواني .
ونقلت منه أيضاً : .
إن كان راووق المدامة عندما ... مات الأمير بكى بدمع قان .
فاليوم ينشد وهو يبكي عندما ... شرب المدامة من يد السلطان .
يا عين صار الدمع عندك عادة ... تبكين في فرح وفي أحزان .
ونقلت منه له : .
قالوا فلان تولى نتف عارضه ... ليصبح الحسن عنه غير منتقل .
فقلت : سد طريق الشعر يعجزه ... ومن يسد طريق العارض الهطل .
ونقلت منه له : .
تعيب تحتي جواداً لا حراك به ... يكاد من همزه بالركض ينخذم .
فلا يغرك منه سنه غلطاً ... إن الجواد على علاته هرم .
ونقلت منه له يهجو كحالاً : .
دعوا الشمس من كحل العيون فكفه ... تسوق إلى الطرف الصحيح الدواهيا .
فكم ذهبت من ناظر بسواده ... وخلت بياضاً خلفها ومآقيا .
ونقلت منه له : .
لو كنت في الحمام والحنا على ... أعطافه ولجسمه لألاء .
لرأيت ما يسبيك منه بقامة ... سال النضار بها وقام الماء .
ونقلت منه له في بركة ألقت الشمس عليها الشعاع : .
لو كنت إذ أبصرتها فوارةً ... للشمس في أمواهها لألاء .
لرأيت أعجب ما يرى في بركة ... سال النضار بها وقام الماء .
ونقلت منه له يرثي قدحاً : .
أيا قدحاً قد صدع الدهر شمله ... فأصبح بعد الراح قد جاور التربا .
سأبكيك في وقت الصبوح وإنني ... سأكثر في وقت الغبوق لك الندابا .
وإن قطبت شمس المدام فحقها ... لأنك كنت الشرق للشمس والغربا .
ونقلت منه له في مليح كان عنده خصي انتقل إلى غيره : .
يقول ويبدي للخصي اعتذاره ... برغبته في غيره واجتنابه .
رأيتك مخصياً فملت إلى الذي ... له فضلة عن جسمه في إهابه .
ونقلت منه له في فوازة : .
لقد نزهت عيني أنابيب بركة ... تقابلني أمواهها بالعجائب .
أنابيب لجت في غلو كأنما ... تحاول ثأراً عند بعض الكواكب .
ونقلت منه له في عوادة : .
جاءت بعود كلما لعبت به ... لعبت بي الأشجان والتبريح .
غنت فجاوبها ولم يك قبلها ... شجر الأراك مع الحمام ينوح .
ونقلت منه له : .
يا ليلة قصرت بزورة غادة ... سفرت فأغنى وجهها عن بدرها