ولما احتمت منا الغزالة بالسما ... وعز على قناصها أن ينالها .
نصبنا شباك الماء في الأرض حيلةً ... عليها فلم نقدر فصدنا خيالها .
ونقلت منه له في حجرة شهباء أهديت إليه : .
أتتني الحجر الشهباء تزهى ... بحسن جل عن وصفي ونعتي .
وأرجو أن رسم الصرم يأتي ... لسعد منهما حظي وبختي .
فألبسه وأركبها جميعاً ... فيصبح جودكم فوقي وتحتي .
ونقلت منه له : .
للبركة الغراء في نقصانها ... عذر فجد بقبوله متصدقا .
لما أراد الماء يعلو أنشأت ... كفاك غيثاً بالعطايا مغدقا .
لزم الثرى خجلاً ولم يرفع له ... رأساً فلما غبت عنه تدفقا .
ونقلت منه وقد أهدي تفاحاً وخشكنانجاً : .
يا أيها الملك الذي أوصافه ... كملت فلم تحتج إلى تتميم .
أفنيت ما فوق البسيطة كلها ... كرماً يغطي فعل كل كريم .
ثم ارتقيت إلى السماء فجدت لي ... من أفقها بأهلة ونجوم .
ونقلت منه له وقد أذن له بالرجوع من البيكار مضمناً : .
أذنت لي في رحيل لا أسر به ... ولا تلذ به روحي ولا بدني .
لأنني منك في عز وفي دعة ... وهكذا كنت في أهلي وفي وطني .
ونقلت منه له : .
وحمائم قد قصرت عن سجعها ... فوق الغصون عبارة الخطباء .
كررن حرف الراء في أسجاعها ... لتغيظ منها واصل بن عطاء .
هو لم يطق بالراء نطقاً وهي لم ... تنطق إذا خطبت بغير الراء .
ونقلت منه له : .
يا جاعل الماء مثل الريح في عظم ... خفض مقالك إن القول ينتقد .
البحر والبحر لا تخفي مهابته ... للخوفي من سطوات الريح يرتعد .
وربما صرعته من مهابتها ... أما تراه على أشداقه الزبد .
ونقلت منه له : .
انظر إلى الروضة الغناء حين بدت ... واعجب إذا الغيم فيها أسبل المطرا .
بينا تراه خيوطاً عند ناظره ... حتى تراه على غدرانها إبرا .
ونقلت منه له : .
زار الحمى فتعطرت أنفاسه ... شغفاً بمن تصبو إليه الأنفس .
وأحب رؤيته فأنبت نرجساً ... إن الرياض عيونهن النرجس .
ونقلت منه له : .
يا حسنه من قدح ثوبه ... يروق عيني وشيه المذهب .
رق إلى أن كاد من رقة ... يجري مع الخمرة إذ يشرب .
ونقلت منه له : .
لما اقتنيت من الصوارم أعوجا ... يجري الفضاء بنهره المتموج .
جئت القفار وما حملت إداوةً ... للماء من ثقتي بنهر الأعوج .
ونقلت منه له : .
وكأن أرغفة الخوان وحولها ... بقل يهش إليه نفس الآكل .
وجنات غيد صففت وجميعها ... يبدو به خط العذار الباقل .
بدر الدين ابن النحوية .
محمد بن يعقوب الشيخ الإمام النحوي الأديب بدر الدين ابن النحوية كان بحماة وله يد طولى في الأدب اختصر المصباح لبدر الدين ابن مالك في المعاني والبيان والبديع وسماه ضوء المصباح وهذه تسمية حسنة كما اختصر ابن سناء الملك كتاب الحيوان للجاحظ وسماه روح الحيوان وكما اختصر البرق الشامي وسمي سنا البرق وصنف العلامة قاضي القضاة تقي الدين أبو الحسن علي السبكي كتاباً سماه النور في مسائل الدور واختصره فسماه قطب النور واختصرت أنا ديوان السراج الوراق وسميته لمع السراج وهذه مناسبات في تسمية المختصرات . وشرح بدر الدين ابن النحوية ضوء المصباح في مجلدين وسماه إسفار الصباح عن ضوء المصباح وعندي في هذه التسمية شيء وهو أن الشروح ما توضع إلا لبيان الأصول وضوء الصباح إذا أسفر ذهب نور المصباح ولم يبن وشرح أيضاً ألفية ابن معطي شرحاً حسناً وسماه حرز الفوائد وقيد الأوابد أنشدني من لفظه الشيخ الإمام العلامة نجم الدين علي بن داود القحفازي الحنفي قال : أنشدني شيخنا بدر الدين محمد ابن النحوية ما كتبه ارتجالاً على قصيدة أحضرها بعض شعراء العصر يمدح صاحب حماة : .
لا ينشداً هذا القريض متيم ... خوداً يحاذر من أليم صدودها