محمد بن يوسف بن موسى بن يوسف بن مسدي الحافظ أبو بكر الغرناطي الأزدي المهلبي سمع الكثير بالمغرب وديار مصر وصنف وانتقى على المشايخ وظهرت فضائله روى عن أبي محمد عبد الرحمن ابن الأستاذ الحلبي ومحمد بن عماد الحراني وخرج معجماً لنفسه عمل تراجمه مسجوعة وهو سجع متمكن روى عنه الدارقطني وغيره وجاور بمكة وبها مات سنة ثلاث وستين وست مائة في شوال ولبس الخرقة من جده أبي موسى سنة اثنتين وست مائة ومن الأمين عبد اللطيف النرسي ولبسهم عن الشيخ عبد القادر وسمع سنة ثمان وبعدها بالأندلس ومن الفخر الفارسي بمصر وقد تكلم فيه فكان يدلس الإجازة وحكى أبو محمد الدلاصي عنه أنه غض من عائشة Bها وقال الحافظ اليغموري : ما نقمنا عليه إلا أنه كان يتكلم في عائشة وقال العفيف ابن المطري : إنه يصاحب الزيدية ويداخلهم وقدموه لخطابة الحرم وأكثر كتبه بأيدي الزيدية وكان ينشيء الخطبة ببلاغة وفصاحة وله مصنفات كثيرة وله منسك كبير ضخم ذكر فيه المذاهب وحججها وأدلتها روى عنه أمين الدين عبد الصمد والعفيف ابن مزروع والرضي محمد بن خليل قال الشيخ شمس الدين : رأيت له قصيدة طويلة تدل على التشيع ورأيت له مناقب الصديق مجلد وطالعت معجمة بخطه وفيه عجائب وتواريخ وتوفي سنة ثلاث وستين وست مائة .
السلطان ابن الأحمر .
محمد بن يوسف بن نصر السلطان أبو عبد الله بن الأحمر الأرجوني صاحب الأندلس بويع سنة تسع وعشرين بأرجونة وهي بليدة بالقرب من القرطبة وكان سعيداً مدبراً مؤيداً حازماً بطلاً شجاعاً ذا دين وعفاف هزم ابن هود ثلاث مرات ولم تكسر له راية قط وجاء الأذفونش وحاصر جيان عامين وأخذها بالصلح وعقدت بينهما الهدنة عام اثنين وأربعين فدامت عشرين سنة فعمرت البلاد حتى توفي في شهر رجب سنة اثنتين وستين وست مائة وتملك بعده ابنه محمد .
شهاب الدين التلعفري .
محمد بن يوسف بن مسعود بن بركة الأديب البارع شهاب الدين أبو عبد الله الشيباني التلعفري الشاعر المشهور ولد بالموصل سنة ثلاث وتسعين واشتغل بالأدب ومدح الملوك والأعيان وكان خليعاً معاشراً امتحن بالقمار وكلما أعطاه الملك الأشرف شيئاً قامر به فطرده إلى حلب فمدح العزيز فأحسن إليه وقرر له رسوماً فسلك معه ذلك المسلك فنودي في حلب : أي من قامر مع الشهاب التلعفري قطعنا يده فضاقت عليه الأرض فجاء إلى دمشق ولم يزل يستجدي ويقامر حتى بقي في أتون ثم في الآخر نادم صاحب حماة توفي سنة خمس وسبعين وست مائة أنشدني من لفظه القاضي شهاب الدين أحمد بن غانم ورشيد الدين يوسف بن أبي البيان كلاهما قال : أنشدنا المذكور من لفظه لنفسه بحماة وفيها توريات حسنة : .
جريت بحمراء الكميت إلى الشقرا ... مقر الهوى حسناً وأعرضت عن مقرا .
ولم أخل بالخلخال أعمال كاسها ... وأثبت في تاريخ ما سرني سطرا .
وأبصرت ما بين الميادين سائلاً ... فلم أر إلا أن أقابله نهرا .
ولا سيما والروض من حوله له ... بساط وقد مد النسيم له نشرا .
فلله أيام تولت بجانبي ... يزيد فقد كانت ببهجتها العمرا .
وما كان مقصودي يزيد وبرده ... ولكن قصدي كان أن أنظر الزهرا .
وأنشدني من لفظه شهاب الدين أحمد بن غانم بالسند المذكور له : .
وإذا الثنية أشرقت وشممت من ... نفس الحمى أرجاً كنشر عبير .
سل هضبها المنصوب أين حديثها ال ... مرفوع عن ذيل الصبا المجرور .
ونقلت من خط الفاضل علي الوداعي : .
ولقد وقفت على الثنية سائلاً ... عما أشار به فتى شيبان .
فروت أحاديث الحمى عن عامر ... وحديث روض السفح عن أبان .
وقال التلعفري أيضاً : .
أيطرق في الدجى منكم خيال ... وطرفي ساهر ؟ هذا محال .
سقت أيامنا بأراك حزوي ... وهاتيك الربى سحب ثقال .
منازل للصبى ما زال شملي ... له فيها بمن أهوى اتصال .
دموعي بعدها دال وميم ... على خدي لها ميم ودال .
وقال أيضاً : .
حتام أرفل في هواك وتغفل ... وإلام أهزل من جفاك وتهزل