أصبحت مضنى وفؤادي عليل .
في حب من أضحى بوصلو بخيل .
كم قلت : دع هذا العتاب الطويل .
أما تراني قد طرحت السلاحأي اطراحأحلى الهوى من كان بالإفتضاح .
الزارع .
إبراهيم بن أبي سويد الزارع الحافظ قال أبو حاتم : ثقة رضى ولا رواية له في كتب السنة توفي سنة أربع وعشرين ومائتين .
أبو إسحاق الكاتب .
إبراهيم بن سيابة أبو إسحاق الكاتب مولى ثقيف أصله من الحجاز وهو من الكوفة كان شاعراً مليحاً صحب المهدي والرشيد وذكر العوفي أن أباه سيابة كان حجاماً وفي إبراهيم يقول عتبة الأعور يهجوه : .
أبوك أو هي النجاد عاتقه ... كم من كمي أودى ومن بطل .
يأخذ من ماله ومن دمه ... لم يمس من ثأره على وجل .
له رقاب الملوك خاضعةٌ ... من بين حافٍ وبين منتعل .
قلت : ما للمتقدمين في التهكم أحسن من هذه الأبيات لأنه هجو بالغ أبرزه في صورة المدح . وكان إبراهيم يرمي بالزندقة وكان المهدي أخذه وأحضر كتبه فلم يجد فيه شيئاً من ذلك فأمنه وكان يكتب في مجلسه بين يديه وكان من بلغ الناس وأفصحهم ثم صح عنده إن فيه شيئاً مما كان اتهم به فاطرحه وأقصاه فساءت بعد ذلك حاله واحتاج إلى مسالة الناس وكان أحد المطبوعين محجاجاً منطقياً ومن نظمه لما رمي بالزندقة : .
قد كنت قبل اليوم أدعى مؤمناً ... فاليوم صار الكفر من أسمائي .
ومن نظمه لما اختلت حاله يخاطب بعض إخوانه : .
هب لي فديتك درهماً ... أو درهمين إلى ثلاثه .
إني أحب بني الطفي ... ل ولا أحب بني علاثه .
ومنه : .
إذا ما منحت الجاهل الحلم لم تزل ... بجهل مضل منه تهدي ركائبه .
وإن عقاب الجاهلين لذاهبٌ ... بفضلك فانظر أين إذ أنت راكبه .
قال المرزباني : أحسبه بقي إلى المأمون وقال محب الدين ابن النجار : ذكر أنه مات سنة ثمان وتسعين ومائة قلت : وسيابة بالسين المهملة والياء آخر الحروف وبعد الألف باء موحدة وهاء على وزن أراكة وهي البلحة وبها سمي الرجل فإذا شددته ضممته وقلت سيابة على وزن جمارة .
ابن سيابة .
إبراهيم بن سيابة قال صاحب الأغاني : هو من موالي بني هاشم من موالي بني هاشم وليس له شعر شريف ولا نباهة وإنما كان يميل بمودته إلى إبراهيم الموصلي وابنه فغنيا في شعره وذكراه عند الخلفاء والوزراء وكان خليعاً طيب النادرة ويحكى أنه عشق سوداء فلامه أهله فيها فقال : .
يكون الخال في وجه قبيحٍ ... فيكسوه الملاحة والجمالا .
فكيف يلام معشوق على من ... يراها كلها في العين خالا .
كتب إلى صديق له يقترض منه شيئاً فكتب إليه يعتذر ويحلف أنه ليس عنده ما سأله فكتب إليه : إن كنت كاذباً فجعلك الله صادقاً وإن كنت ملوماً فجعلك الله معذوراً . وكان بين جماعة ينشدهم من شعره ويتحدثون فتحرك فضرط فضرب بيده على استه غير مكترث ثم قال : إما أن تسكتي حتى أتكلم وإما أن تتكلمي حتى أسكت . وجاء إلى بشار بن برد فقال له : ما رأيت أعمى قط إلا وقد عوضه الله من بصره إما الحفظ أو الذكاء أو حسن الصوت فأي شيء عوضت ؟ قال : أني لا أرى مثلك ثم قال : من أنت ويحك ؟ قال : ابن سيابة فقال : لو نكح الأسد في استه ذل وكان ابن سيابة يرمي بذلك ثم قال بشار : .
لو نكح الليث في استه خضعا ... ومات جوعاً ولم ينل طبعا .
كذلك السيف عند هزته ... لو بصق الناس فيه ما قطعا .
وقيل : إنه أتى إلى ابن سورا بن عبد الله القاضي وهو أمرد فعانقه وقبله وكان إبراهيم سكران وكانت مع ابن القاضي داية يقال لها رحاص فقيل لها : لم يقبل تقبيل السلام وإنما قبله شهوةً فلحقته الداية وشتمته وأسمعته كل ما يكره وهجره الغلام فقال : .
أإن لثمتك سراً ... فأبصرتني رحاص .
وقال في ذاك قومٌ ... على انتقاصي حراص .
هجرتني وأتتني ... شتيمةٌ وانتقاص .
فهاك فاقتص مني ... إن الجروح قصاص .
؟ النظام المعتزلي