إبراهيم بن طهمان بن شعبة الإمام أبو سعيد الخراساني شيخ خراسان ولد بهراة واستوطن نيسابور وجاور بمكة مدة قال أحمد ابن حنبل : كان مرجئاً شديداً على الجهمية قال أبو زرعة : كنت عند أحمد بن حنبل فذكر إبراهيم بن طهمان وكان متكئاً من علة فجلس وقال : لا ينبغي أن يذكر الصالحون فنتكئ قال الشيخ شمس الدين : هذا يدل على أن الإرجاء عند أحمد بدعة خفيفة قال الخطيب : وكان له رزق على بيت المال فسئل يوماً في مجلس أمير المؤمنين فقال : لا ادري فقيل له : أتأخذ في الشهر كذا وكذا ولا تحسن هذه ؟ فقال : إنما آخذ على ما أحسن ولو أخذت على ما لا أحسن لفني بيت المال . وهو من ثقات الأئمة وقد تفرد عن الثقات بأشياء معضلة روى له الجماعة وتوفي C تعالى سنة ثلاث وستين ومائة .
الأنصاري الحارثي .
إبراهيم بن عباد بن إساف بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي شهد أحداً Bه .
الصولي .
إبراهيم بن العباس بن محمد بن صول مولى يزيد بن المهلب بن أبي صفرة هو أبو إسحاق الصولي البغداذي الأديب أحد الشعراء المشهورين والكتاب المذكورين له ديوان شعر مشهور كان جده صول المذكور مجوسياً ملك جرجان أسلم على يد يزيد وقتل مع يزيد بن المهلب هو وجماعة من أصحابه وغلمانه . قال محمد بن داود بن الجراح في كتاب الورقة : أشعاره قصار ثلاثة أبيات ونحوها إلى العشرة وهو أنعت الناس للزمان وأهله غير مدافع . قلت : ما كان المتنبي قد لحق عصراً قيل فيه مثل هذا لأني أرى المتنبي أحذق منه بوصف الزمان وأهله وشعره ملآن من ذلك ولو لم يكن إلا قوله : .
ومن عرف الأيام معرفتي بها ... وبالناس روى رمحه غير راحم .
فليس بمرحوم إذا ظفروا به ... ولا في الردى الجاري عليهم بآثم .
وكان صول وفيروز أخوين ملكا جرجان وهما تركيان تمجسا وصارا أشباه الفرس فلما حضر يزيد بن المهلب جرجان أمنهما فاسلم صول على يده ولم يزل معه إلى أن قتل يوم العقر واتصل إبراهيم وأخوه عبد الله بذي الرياستين الفضل بن سهل ثم إنه تنقل في أعمال السلطان ودواوينه إلى أن توفي C تعالى بسر من رأى سنة ثلاث وأربعين ومائتين . قال دعبل الخزاعي : لو تكسب إبراهيم الصولي بالشعر لتركنا في غير شيء . كتب عن أمير المؤمنين إلى بعض الخارجين أما بعد فإن أمير المؤمنين أناةً فإن لم تغن عقب وعيداً فإن لم يغن أغنت عزائمه والسلام وهذا غاية في البلاغة ينظم منه بيت شعر وهو : .
أناة فإن لم تغن عقب بعدها ... وعيداً فإن لم يغن أغنت عزائمه .
ومن شعره : .
خل النفاق لأهله ... وعليك فالتمس الطريقا .
وارغب بنفسك إن ترى إلا عدواً أو صديقا .
وكان إبراهيم يهوى جارية لبعض المغنين بسر من رأى يقال لها ساهر شهر بها وكان منزله لا يخلو منها ثم دعيت في وليمة لبعض أهلها فغابت عنه ثلاثة أيام ثم جاءته ومعها جاريتان لمولاها وقالت : قد أهديت صاحبي إليك عوضاً عن مغيبي عنك فقال : .
أقبلن يحففن مثل الشمس طالعةً ... قد حسن الله أولاها وأخراها .
ما كنت فيهن إلا كنت واسطةً ... وكن دونك يمناها ويسراها .
وجلس يوماً مع إخوانه وبعث خلفها فأبطأت فتنغص عليهم يومهم وكان عنده عدة من القيان ثم وافت فسري عنه وشرب وطاب وقال : .
ألم ترني يومنا إذ نأت ... ولم تأت من بين أترابها .
وقد غمرتنا دواعي السرور ... بإشعالها وبإلهابها .
ونحن فتورٌ إلى أن بدت ... وبدر الدجى تحت أثوابها .
ولما نأت كيف كنا بها ... ولم دنت كيف صرنا بها .
فتغضبت فقالت : ما القصة كما ذكرت وقد كنتم في قصفكم مع من حضر وإنما تجملتم لما حضرت فقال : .
يا من حنيني إليه ... ومن فؤادي لديه .
ومن إذا غاب من بي ... نهم أسفت عليه .
إذا حضرت فمن بي ... نهم صبوت إليه .
من غاب غيرك منهم ... فإذنه في يديه .
فرضيت فأقاموا يومهم على أحسن حال . ثم طال العهد بينهما فملها وكانت شاعرةً تهواه فكتب إليه تعاتبه : .
بالله يا ناقض العهود بمن ... بعدك من أهل ودنا أثق ؟