إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن سباع بن ضياء هو الشيخ الإمام العلامة الورع شيخ الشافعية برهان الدين أبو إسحاق الفزاري الصعيدي الأصل الدمشقي مدرس البادرائية وابن مدرسها وسيأتي ذكر والده الشيخ تاج الدين إن شاء الله تعالى في حرف العين في موضعه كان جده فقيهاً يؤم بالرواحية وولد الشيخ برهان الدين سنة ستين وأمه أم ولد عاشت إلى بعد العشرين وسبع مائة أسمعه أبوه الكثير في الصغر من ابن عبد الدائم وابن أبي اليسر والموجودين وبرع في الفقه على والده وقرأ العربية على عمه شرف الدين وقرأ الأصول وبعض المنطق وتفنن وجود الكتابة ونشأ في صون وخير وإكباب على العلم والإفادة عمره كله درس واشتغل بعد أبيه وتخرج به الأصحاب وأذن في الفتوى لجماعة وانتهى إله إتقان غوامض المذهب وعلق في التنبيه شرحاً حافلاً في مجلدات وكان عذب العبارة صادق اللهجة طلق اللسان طويل الدروس يوردها كالفاتحة يكاد يقول في مسائل الرافعي : هذه المسألة في المجلد الفلاني في الكراس الفلاني في الصفحة الفلانية لأنه دربه وأدمن مطالعته وفرع من الوسيط دروساً ألقاها وكان له حظ من صلاة وصيام وذكر ولطف وتواضع ولزوم خيرٍ وكف عن الغيبة وعن أذى الناس وتنجز مرسوم السلطان بأنه لا يحضر المجالس التي تعقدها الدولة وكان كل شهر أو أكثر يعمل طعاماً لفقهاء البادرائية ويدعوهم إليه ويقف في خدمتهم ويقدم أمدستهم ويقول لكل واحد : آنستمونا وجبرتمونا وإذا أحضرت إليه الجامكية يقول : أخذ الفقهاء ؟ فإن قالوا : نعم أخذها وإلا ردها وكان واسع البذل يعود المرضى ويشهد الجنائز وفيه طولة روح على تفهيم الطلاب وثناء على فضائلهم وسعي لهم في حوائجهم وحج مرات وكان لطيف المزاج نحيفاً أبيض حلو الصورة رقيق البشرة معتدل القامة قليل الغذاء جداً يديم التنقل بالخيار شنبر ليذهب يبسه وربما انزعج في المناظرة وله مسائل يشذ فيها مغمورة في بحر علمه كنظرائه من العلماء خرج له الشيخ صلاح الدين العلائي وغيره وحدث بالصحيحين وقرأ عليه الشيخ شمس الدين مشيخة ابن عبد الدائم ولي الخطابة بالجامع الأموي بعد عمه شرف الدين وعزل نفسه بد شهر وغضب لما بلغه أنهم سعوا في أخذ البادرائية عنه ولما توفي ابن صصرى طلب للقضاء فامتنع وألحوا عليه فصمم وكان يخالف الشيخ تقي الدين في مسائل ومع ذلك فما تهاجرا ولا تقاطعا بل كان كل منهما يحترم الآخر ولما توفي ابن تيمية استرجع وشيع جنازته وأثنى عليه وكان فيه رفق ورحمة يكره الفتن ولا يدخل فيها وله جلالة ووقع في النفوس وكانت جنازته مشهودة توفي في سنة تسع وعشرين وسبع مائة ودفن عند والده بمقابر باب الصغير .
النقاش .
إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن يحيى الوكيل أبو إسحاق النقاش من بيت القضاء والعدالة وأهل بيته يعرفون ببيت الشطوي ولد بدمشق ونشأ بها ودخل بغداذ في صباه واستوطنها وله كلام على لسان أهل الحقيقة وصنف كتاباً كبيراً فيما نظمه وكان ينقش في النحاس قال محب الدين ابن النجار : كتبت عنه شيئاً من شعره وكان شيخاً حسن السمت طيب الأخلاق محمود الأفعال يرجع إلى صلاح وديانة أنشدني لنفسه في منزله بدرب شماس : .
وكم من هوى ليلى قتيلٍ صبابةً ... ومجنونها المعري بها العلم الفرد .
وما كل من ذاق الهوى تاه صبوةً ... ولا كل من رام اللقا حثه الوجد .
وللحب في البلوى شروط عزيزة ... يقوم بها في حلبة الوله الأسد .
وأنشدني لنفسه أيضاً : .
ومن لم يبت والدمع مسهر جفنه ... إذا ضحك الباكون أصبح باكيا .
وكيف ينام الليل من طعم الهوى ... وما انفك مهجوراً فما كان ساليا .
وعن وجده تروي بلابل قلبه ... أحاديث من أمسي لظى الحب صاليا .
توفي سنة أربع وعشرين وست مائة ودفن بالشونيزية .
التنوخي الحنفي .
إبراهيم بن عبد الرحمن بن جعفر بن عبد الرحمن بن جعفر التنوخي أبو الحسن الفقيه الحنفي من أهل معرة النعمان كان شاعراً أديباً فاضلاً قدم بغداذ ومدح الإمام المقتدي وغيره وله شعار كثيرة سلك فيها مسلك ابن الرومي في الإطالة قال أسامة بن منقذ : وهو مؤدب والدي من شعره :