ذللت له والحب عار وذلة ... وصرت له عبداً وفي يده الأمر .
قلت شعر يكاد يكون متوسطاً وتوفي سنة اربع وأربعين وخمس مائة .
أبو عبد الله ابن المعوج .
محمد بن محمد بن علي ابن محمد بن الحسين بن عبد الله بن السكن التميمي أبو عبد الله ابن أبي سعد الكاتب المعروف بابن المعوج من أهل باب المراتب ومن أهل البيوت الكبار كان كاتباً سديداً أديباً فاضلاً حسن العبارة له نظم ونثر وأضر في آخر عمره وكان صالحاً حسن الطريقة سمع أبا الخطاب نصر بن البطر وأبا عبد الله الحسين ابن البشري وغيرهما وروى عنه عبد الوهاب بن علي الأمين وأبو الفتوح ابن الخضري وجماعة ومن شعره : .
الله يسعد مولانا ودولته ... بكل عام جديد وافد أبداً .
ولا تزال له الأعوام خادمة ... توليه مجداً وتحبوه سداً وندى .
ما لاح برق وما غنت مطوقة ... على الأراك وما أولى الأنام يدا .
قلت شعر منحط ركيك وتوفي سنة خمس وستين وخمس مائة .
الصاحب محيي الدين ابن ندي الجزري .
محمد بن محمد بن سعيد بن ندى الصاحب الكبير محيي الدين ابن الصاحب شمس الدين الجزري وسيأتي ذكر أبيه وذكر أولاده وذكر مماليكه توفي C تعالى بدمشق سنة إحدى وخمسين وستمائة استقل الصاحب محيي الدين بتدبير الملك بالجزيرة بعد وفاة والده شمس الدين وكان فاضلاً محباً للفضلاء مقرباً لهم مكرماً لهم يلازمهم أبداً ويتحفونه بالفوائد ويؤلفون له التصانيف الحسنة فمن كان عنده الإمام رشيد الدين الفرغاني والشيخ أثير الدين الأبهري وصدر الدين الخاصي وضياء الدين أبو طالب السنجاري والشيخ شرف الدين التيفاشي صاحب فصل الخطاب وهو في أربعة وعشرين مجلداً والشيخ شهاب الدين أبو شامة ونور الدين ابن سعيد المغربي الأديب ونجم الدين القمراوي وغير هؤلاء وهؤلاء كانوا أعيان ذلك العصر كل منهم فرد زمانه في فنه وله صنف ابن سعيد كتاب المغرب في محاسن أهل المغرب وكتاب المشرق في أخبار المشرق وذكره في أول كتابه وذكر له ترجمة طويلة وكان مشغوفاً بجمع المحاسن مولعاً بإحياء الرسوم البرمكية ولما فتح الكامل ابن العادل دمشق وعبر الفرات اجتمع به فاحته وأقام يتدرج في الاجتماع به أربع سنين ثم فاوض صاحب الجزيرة فيه وأضافه إليه وخوله في نعمه وزاد في بره وتمثل عند ما اجتمع بالكامل وشرق غيره أنه قال : .
وما شئت إلا أن أذل عواذلي ... على أن رأيي في هواك صواب .
وأعلم قوماً خالفني وشرقوا ... وغربت أني قد ظفرت وخابوا .
فاشتد اهتزاز الكامل لهذا الاستشهاد وقال يا محيي الدين أنت والله أولى بهما من المتنبي قلت : ومن هنا نقل الاستشهاد بهما الناصر داود لما كتب إلى الكامل بمخالفة الأشرف وسيأتي ذلك في ترجمة الناصر وكان والد محيي الدين فاضلاً وأولاد محيي الدين فضلاء شعراء ومماليكه فضلاؤء منهم أيدمر المحيوي الشاعر الفاضل المشهور وأيبك المحيوي الكاتب الفايق الفاضل وسيأتي ذكر كل منهم في مكانه وصنف محيي الدين مصنفات منها لطائف الواردات وكتاب معالم التدبير وكتاب مراشد الملك وكتاب ضوابط الملك وكتاب وظايف الرياسة وكتاب التذكرة الملوكية .
ومن الشعراء الذين مدحوه جماعة منهم زكى الدين ابن أبي الأصبع وأكثر من إمداحه وشرف الدين ابن قديم وبدر الدين ابن المسجف وأحمد بن منهال وشرف الدين ابن الحلاوي ووجيه الدين ابن العالمة والوزير شرف الدين محمد ابن نظيف وزير الحافظ صاحب جعبر ويوسف بن علي القرشي ونجم الدين ابن المنفاح الطبيب ومحمد بن عمار المكي ومحمد بن محمد بن مسكين وابن سعيد المغربي وغيرهم