إبراهيم بن هلال بن إبراهيم بن زهرون بن حبون أبو إسحاق الصابئ المشرك الحراني صاحب الرسائل المشهورة كتب الإنشاء لعز الدولة بختيار ابن بويه وكان متشدداً في دينه حرص عليه عز الدولة أن يسلم فلم يفعل وقيل بذل له ألفا دينار على أن يأكل الفول فلم يفعل قلت : الصابئون يحرمون الفول والحمام أما الفول فأظنه لما قيل عنه أنه يبلد والحمام يقال في دماغه رطوبات فضلية وكان الصابئ يصوم رمضان ويحفظ القرآن ويستعمله في رسائله وله النظم الرائق وكان يصدر عنه مكاتبات لعضد الدولة مما يؤلمه فلما تملك سجنه وعزم على قتله فشفع فيه فأطلقه وأمره أن يصنع له كتاباً في أخبار الدولة البويهية فعمل كتاب التاجي لعضد الدولة فيقال إن صديقاً دخل عليه فوجده في شغل شاغل من التعاليق والتسويد فسأله عن ذلك فقال : أباطيل أنمقها وأكاذيب ألفقها فبلغت عضد الدولة فهاجت ساكن غضبه ولم يزل مبعداً حتى توفي سنة أربع وثمانين وثلاث مائة وقيل الثمانين ببغداذ ودفن بالشونيزية ورثاه الشريف الرضي بقصيدته المشهورة التي أولها : .
أرأيت من حملوا على الأعواد ... أرأيت كيف خبا ضياء النادي .
جبل هوى لو خر في البحر اغتدى ... من وقعه متتابع الإزباد .
ما كنت أعلم قبل حطك في الثرى ... أن الثرى يعلو على الأطواد .
ومنها : .
كيف انمحى ذاك الجناب وعطلت ... تلك الفجاج وضل ذاك الهادي .
لو كنت تفدى لافتدتك فوارس ... مطروا بعارض كل يوم طراد .
أعزز علي بأن أراك وقد خلت ... من جانبيك مقاعد العواد .
أعزز علي بأن نزلت بمنزلٍ ... متشابه الأوغاد والأمجاد .
عمري ! .
علي بأن نزلت بمنزلٍ ... متشابه الأوغاد والأمجاد .
قد كنت أهوى أن أشاطرك الردى ... لكن أراد الله غير مرادي .
من للبلاغة والفصاحة إن همى ... ذاك الغمام وعب ذاك الوادي .
فقر بها تمسي الملوك فقيرةً ... أبداً إلى مدى لها ومعاد .
وتكون سوطاً للحرون إذا ونى ... وعنان عنق الجامح المتمادي .
ترقي وتلدغ في القلوب وإن تشا ... حط النجوم بها من الأبعاد .
أما الدموع عليك غير بخيلة ... والقلب بالسلوان غير جواد .
سودت ما بين الفضاء وناظري ... وغسلت من عيني كل سواد .
قل للنوائب : عددي أيامه ... يغني عن التعديد بالتعداد .
يا ليت أني ما اقتنيتك صاحباً ... كم قنيةٍ جلبت أسى لفؤاد .
ويقول من لم يدر كنهك : إنهم ... نقصوا به من جملة الأعداد .
هيهات ! .
أدرج بين برديك الردى ... رجل الرجال وأوحد الآحاد .
ما مطعم الدنيا بحلوٍ بعده ... ابداً ولا ماء الحيا ببراد .
الفضل ناسب بيننا إذ لم يكن ... شرفي مناسبه ولا ميلادي .
ليس التنافث بيننا بمعاودٍ ... أبداً وليس زمانه بمعاد .
ضاقت علي الأرض بعدك كلها ... وترك أضيقها علي بلادي .
لك في الحشا قبر وإن لم تأوه ... ومن الدموع روائح وغوادي .
ما مات من جعل الزمان لسانه ... يتلو مناقب عواداً وبوادي .
صفح الثرى عن حر وجهك أنه ... مغري بطي محاسن الأمجاد .
وتماسكت تلك البنان فطالما ... عبث البلى بأنامل الأجواد .
وسقاك فضلك إنه أروى حياً ... من رائح متعرض أو غادي .
جدث على أن لا نبات بأرضه ... وقفت عليه مطالب الوراد