وقمت أشطح سكراً ... فغبت عن ذا الوجود .
وقال ابن الجنان : .
ذكر العذيب فمال من سكر الهوى ... صب على صحف الغرام قد انطوى .
يبكي على وادي العقيق بمثله ... ويميل من طرف بمنعطف اللوى .
وجهت وجهي نحوهم فوحقهم ... لا أبتغي غيراً ولا أرجو سوى .
وبمهجتي معبود حسن منهم ... فلذا على عرش القلوب قد استوى .
أوحى إلى قلبي الذي أوحى له ... فعجبت كيف نطقت فيه عن الهوى .
وقال أيضاً : .
عليك من ذاك الحمى يا رسول ... بشرى علامات الهوى والقبول .
جئت وفي عطفيك منهم شذا ... يسكر من حمر هواء العذول .
يكفيك تشريفاً رسول الرضى ... إنك للعشاق فيهم رسول .
حللتم قلبي وهو الذي ... يقول في دين الهوى بالحلول .
وقال أيضاً : .
وأبيك لم يخفق حشاي وإنما ... طرباً لأيام الغرم يصفق .
بالله قولوا من أكون لديهم ... حتى أرى بهواهم العشق .
نطق الغرام بحالهم لما رأى ... إن اللسان بحاله لا ينطق .
لا يدعى فيه الفؤاد خفوقه ... فوشاح من أهوى لعمري أخفق .
قال وفيه جناس معنوي : .
نزلوا حديقة مقلتي أو ما ترى ... أغصان أهدابي بدمعي تزهر .
قلت : أراد يقول حديقة حدقتي فما ساعده الوزن فعدل إلى ما يرادفه وهو المقلة وقال أيضاً وهو لطيف جداً .
ودوح بدت معجزات له ... تبين عليه وتدعو إليه .
جرى النهر حتى سقى غصنه ... فمال يقبل شكراً يديه .
وكف الصبا ضيعت حليه ... فأضحى الحمام ينادي عليه .
كساء الأصيل ثياب الضنى ... فحل طبيب الدياجي لديه .
وجاء النسيم له عائداً ... فقام له لائماً معطفيه .
محمد القفصي .
محمد بن محمد بن أحمد ابن محمد بن محمد الطائي القفصي الأصل والمولد قال الشيخ أثير الدين أبو حيان قراءة وأنا أسمع رأيته بالقاهرة وكان يستجدي بالشعر وله أدب وأنشدني المذكور لنفسه : .
أنكرتني لما رأت من سقامي ... وبياض المشيب حال احتلامي .
غادة غادرت فؤادي كئيباً ... وجفوني بلا لذيد المنام .
لا أبالي وإن غدا القلب منها ... وهو دام بناظر كالحسام .
وأنشدي قال أنشدني أيضاً لنفسه : .
سقى قبة الشافعي الإمام ... من الكوثر الأعين الجاريه .
له قبة تحتها سيد ... وبحر له فوقها جاريه .
قلت : يعني بذلك صورة السفينة التي عملت من الرصاص على قبة الضريح وأحسن من هذا ما أنشدنيه من لفظه الشيخ أثير الدين أبو حيان قال أنشدني لنفسه محمد بن سعيد بن حماد البوصيري : .
بقبة قبر الشافعي سفينة ... رست من بناء محكم فوق جلمود .
ومذ غاض طوفان العلوم بموته استوى الفلك من ذاك الضريح على الجودي .
مهذب الدين الحاسب الشاعر .
محمد بن محمد بن ابراهيم ابن الخضر أبو نصر الحلبي الحاسب ويعرف بالسطيل ولقبه مهذب الدين كان والده يعرف بالبرهان المنجم الطبري وولد المهذب بحلب سنة ثمانين وخمس مائة وكان فاضلاً أديباً وله تواليف مفيدة وصنف زيجاً ومقدمة في الحساب وغير ذلك وشعره في مجلدين واستوطن صرخد وتوفي بها يوم السبت ثامن عشر ذي الحجة سنة خمس وخمسين وست مائة قال النور الأسعردي : أنشدني المهذب لنفسه : .
أقول إذ نكت بغا ... رأيت منها هوانا .
إلام تفدي فساء ... فقال هاك بيانا .
اطفأت بالماء ناري ... فقد أثارت دخان .
جمال الدين الدباب .
محمد بن محمد بن علي