سجايا تمشي الحكم في جنباتها ... وقام صقيلاً دون حوزتها الحد .
إذا خطبوا أو خوطبوا حفظت لهم ... بدائع عنها يصدر الحل والعقد .
وإن لبس الأمجاد برداً لزينةٍ ... فليس لهم من غير مكرمة برد .
حوت منهم دار الخلافة أنجماً ... هي النيرات الزهر أطلعها السعد .
يدل على عليائهم طيب ذكرهم ... وطيب نسيم الورد ينبئني الورد .
ظفرت بعهدٍ منهم أحرز المنى ... فلا ذخر إلا فوقه ذلك العهد .
فراجعه عنهم الحكيم أبو بكر بن يحيى بن إبراهيم الأصبحي المعروف بالخدوج وقال ابن نصير يرثي الخطيب أبا علي الحسن بن حجاج : .
نعى المكارم لما أن نعى ناع ... من كان جامعها طراً بإجماع .
مضى وخلد عمراً لا نفاد له ... من نشر ذكر ذكي العرف ضواع .
إذا تنازعه النادي وردده ... أتت رواياته منه بأنواع .
الغزال المرسي .
أحمد بن إبراهيم بن غالب أبو جعفر الحميري من أهل مرسية يعرف بالغزال مشدد الزاي بالغين المعجمة وبالحمامي مشدد الميم قال ابن الأبار : كان مجيداً مكثراً توفي ببلده سنة إحدى وثلاثين وست مائة وكنت قد لقيته به سنة ست وعشرين له في رؤيا أبي بحر صفوان بن إدريس C تعالى : .
له الله ما أهداه في كل مشكل ... لمعنى وكل القوم في دجنة عمي .
فما هو إلا بالبلاغة مرسل ... وآيته الرؤيا إذا انقطع الوحي .
قال ابن الأبار : ظاهر هذا الكلام يقتضي أن أبا بحر رآها والذي حكي لي وهو الصحيح أن المنصور أبا يوسف رأى أباه في النوم يقول له : ببابك رجل يعرف بابن إدريس فاقض حاجته أو ما هذا معناه فلما أصبح وذلك يوم الثامن عشر لذي الحجة عام تسعين وخمس مائة أخبر بالرؤيا فوجه فيه قاضي الجماعة أبو القاسم ابن بقي والكاتب أبو الفضل بن طاهر المعروف بابن محشوة وبشراه ويوم الاثنين بعده سئل عن مطالبه فقضيت وزود بأربع مائة دينار وادعى عندها محمد بن إدريس المعروف بابن مرج الكحل أنه ذلك لتوافق اسمي أبويهما فقال أبو بحر يخاطبه : .
يا سارقاً جاء في دعواه بالعجب ... سامحته في قريضي فادعى نسبي .
ينمي إلى العرب العرباء مدعياً ... كذاك دعوته للشعر والأدب .
يا أيها المرج دع للبحر لؤلؤه ... فالدر للبحر ذي الأمواج والحدب .
هب أن شعرك شعري حين تسرقه ... أنى أنا أنت أو أنى أبوك أبي .
زين الدين ابن السلار .
أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن عمر الأمير السلار بختيار الأتابكي الدمشقي الأمير الأديب زين الدين أبو العباس من بيت إمرة وتقدم وله شعر توفي سنة اثنتين وثلاثين وست مائة قال شهاب الدين القوصي في معجمه ومن خطه نقلت : أنشدني لنفسه : .
كأن سواد الزمر في نور وجهها ... وقد ضم فوها فاه ضم المعانق .
سويعد غواص من الزنج مده ... إلى لؤلؤ أصدافه من عقائق .
وقال أيضاً : أنشدني لنفسه : .
ولما بدت في أزرق راق لونه ... عليه من التبر المذاب غرائب .
ظننت بأن البدر صورة وجهها ... وأن رداها أفقه والكواكب .
علم الدين القمني