أحمد بن إبراهيم بن عمر بن الفرج بن أحمد بن سابور بن علي بن غنيمة الإمام المقرئ الواعظ المفسر الخطيب الشيخ عز الدين أبو العباس ابن الإمام الزاهد أبي محمد المصطفوي الفاروثي الواسطي الشافعي الصوفي ولد بواسط سنة أربع عشرة وتوفي سنة أربع وتسعين وست مائة قرأ القرآن على والده وعلى الحسين بن أبي الحسن بن ثابت الطيبي عن أبي بكر بن الباقلاني وقدم بغداذ وسمع من عمر بن كرم والشيخ شهاب الدين السهروردي وليس منه التصوف وأبي الحسن القطيعي وأبي علي الحسن بن الزبيدي وابن اللتي وأبي صالح الجيلي وأبي الفضائل عبد الرزاق بن سكينة والأنجب بن أبي السعادات وابن روزبه والحسين بن علي بن رئيس الرؤساء وعلي بن كبة وابن بهزور وابن رياسين وأبي بكر بن الخازن وابن القبيطي وغيرهم وسمع بواسط من ابن المندائي والمرجى بن شقيرة وسمع بأصبهان من الحسين بن محمود والصالحاني صاحب أبي جعفر الصيدلاني وسمع بدمشق من التقي إسماعيل بن أبي اليسر وجماعة وروى الكثير بالحرمين والعراق ودمشق وسمع منه خلق كثير منهم علم الدين البرزالي سمع منه بقراءته وقراءة غيره البخاري وكتابي عبدٍ والدارمي وجامع الترمذي ومسند الشافعي ومعجم الطبراني وسنن ابن ماجة والمستنير لابن سوار والمغازي لابن عقبة وفضائل القرآن لأبي عبيد ونحواً من ثمانين جزءاً وليس منه الخرقة خلق وقرأ عليه القراءات جماعة وكان فقيهاً شافعياً مفتياً مدرساً عارفاً بالقراءات ووجوهها وبعض عللها خطيباً واعظاً زاهداً عابداً صوفياً صاحب أوراد وحسن أخلاق وكرم وإيثار ومروءة وفتوة وتواضع له أصحاب ومريدون ولي مشيخة الحديث بالظاهرية والإعادة بالناصرية وتدريس النجيبية ثم ولوه خطابة البلد بعد زين الدين ابن المرحل وكان يخطب من غير تكلف ولا تعلم ويخرج من الجمعة وعليه السواد يشيع الجنازة أو يعود أحداً ويعود إلى دار الخطابة وله نوادر وحكايات حلوة وكان الشجاعي قائلاً به معظماً له ثم إنه عزل عن الخطابة بموفق الدين ابن حبيش الحموي فتألم لذلك وترك الجهات وأودع بعض كتبه وكانت كثيرة جداً وسار مع الركب الشأمي سنة إحدى وتسعين وسار مع حجاج العراق إلى واسط وكان لطيف الشكل صغير العمامة يتعانى الرداء على ظهره وخلف من الكتب ألفي مجلدة ومائتي مجلدة توفي بواسط وصلي عليه بدمشق بعد سبعة أشهر قال الشيخ شمس الدين : كان والده الشيخ محيي الدين يذكر أنه رأى النبي A في النوم وآخاه فلهذا كان يكتب المصطفوي .
نور الدين ابن مصعب .
احمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف بن مصعب الصدر نور الدين أبو العباس الخزرجي الدمشقي ولد سنة اثنتين وعشرين وست مائة وتوفي سنة ست وتسعين وست مائة قرأ القرآن على السخاوي وروى الحديث عن الثقفي البلداني وله أدب وفضيلة وشعر وكان رئيساً محتشماً فيه زعارة وقوة نفس ومن نظمه : .
وكنا عهدنا أرض جلق روضةً ... بها الحسن يجري مطلقاً في عنانه .
خشينا بها عين الكمال تصيبها ... فما زال حتى سافها بلسانه .
عماد الدين الواسطي .
أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الشيخ القدوة عماد الدين ابن العارف شيخ الحزامية الواسطي الشافعي الصوفي نزيل دمشق تفقه وتأدب وكتب المنسوب وتجرد ولقي المشايخ وتزهد وتعبد وصنف في السلوك والمحبة وشرح أكثر منازل السائرين واختصر دلائل النبوة والسيرة لابن إسحاق وكان يتبلغ من نسخه ولا يحب الخوانك ولا الاحتجاز وقد أقام بها مدة قال الشيخ شمس الدين : جالسته مرات وانتفعت به وكان منقبضاً عن الناس حافظاً تسلك به جماعة وكان ذا ورع وإخلاص ومنابذة للاتحادية وذوي العقول وله نظم عاش بضعاً وسبعين سنة وتوفي بالمارستان الصغير سنة إحدى عشرة وسبع مائة ودفن بسفح قاسيون .
ابن الزبير الأندلسي