ابن العربي الطائي الحاتمي سعد الدين ابن الشيخ محيي الدين ابن العربي الأديب الشاعر ولد بملطية في رمضان سنة ثمان عشرة وست مائة وسمع الحديث ودرس وكان شاعراً مجيداً أجاد المقاطيع التي نظمها في الغلمان وأوصافهم وله ديوان مشهور وتوفي بدمشق سنة ست وخمسين وست مائة وقبره عند قبر أبيه بسفح قاسيون بتربة القاضي محيي الدين ابن الزكي ومن شعره ي مليح رآه بالزيادة في دمشق .
يا خليلي في الزيادة ظبي ... سلبت مقلتاه جفنى رقاده .
كيف أرجو السلو عنه وطرفي ... ناظر حسن وجهه في الزيادة .
وقوله في مليح قاض .
ورب قاض لنا مليح ... يغرب عن منطق لذيذ .
إذا رمانا بسهم لحظ ... قلنا له : دائم النفوذ .
وقوله في غلام لبس قاضياني : .
قد روينا أن القضاة بعدن ... واحد والجحيم فيه اثنان .
وأرى الأمر ظل بالعكس : .
ففؤادي في النار قاض وفي ... جنة عدن من جسمك القاضيان .
وقوله في مليح بقواس : .
قلت لقواس له طلعة ... من رام عنها الصبر لم يقدر .
يا من له وجه كبدر الدجا ... كيف تبيع القوس للمشتري .
وقوله في مليح لبان : .
كلفي بلبان إذا عاينته ... أهدى بطلعته لي الأفراحا .
قد ظل يسكرنا بخمر لحاظه ... أو ما تراه يصفف الأقداحا .
وقوله في مليح مناخلي : .
مناخلي همت ف يحبه ... وفي الحشا من هجره جمر .
قلت وقد عاينت من حوله ... مناخلاً لم يحوها الحصر .
ما هذه قال شموس غدت ... يكسفها من وجهي البدر .
وقوله في مليح أشقر الحاجب : .
وما أنكر العذال شيئاً عرفته ... سوى شقرة في حاحبي منية النفس .
فقلت وقد أبديت منهم تعجباً ... لعلهم لم يبصروا حاجب الشمس .
وقوله في مليح يقطف مشمشاً : .
كلفت بظبي وهو يقطف مشمشاً ... على سلم فيه اعتصام لهارب .
كذا البدر لولا أنه في مسيره ... رقا درجا لم يتصل بالكواكب .
وغالب مقاطيعه التي في الغلمان من الحسن والجودة في هذه الطبقة وأكثر ديوانه في الغلمان وما أحسن قوله مضمناً : .
لما تبداً عارضاه في نمط ... قيل ظلام بضياء اختلط .
وقيل نمل فوق عاج قد سقط ... وقال قوم أنها اللام فقط .
وقوله : .
لست أنسى غداة قولي لهندي ... لك تحت النقاب أحسن خد .
فثنت عطفها إلى وقالت ... أنقاباً تراه أم غيم ورد .
وقوله : .
وفي حلب البطيخ ليس كخلق ... فما لدمشق غير زور وتلبيس .
لنا ابن كثير شاهد مع نافع ... وشاهدهم في الطيب ليس سوى السوس .
وقوله : .
سهري من المحبوب أصبح مرسلاً ... وأراه متصلاً بفيض مدامعي .
قال الحبيب بأن ريقي نافع ... فاسمع رواية مالك عن نافع .
النور الأسعردي .
محمد بن محمد وقيل محمد بن عبد العزيز بن عبد الصمد بن رستم الأسعردي نور الدين أبو بكر لاشاعر ولد سنة تسع عشرة وست مائة وتوفي سنة ست وخمسين وست مائة وكان من كبار شعراء الملك الناصر وله به اختصاص وله ديوان شعر مشهور وغلب عليه المجون وأفرد هزلياته من شعره وجمعها وسمى ذلك سلافة الزرجون في الخلاعة والمجون وضم إليها أشياء من نظم غيره وكان شاباً خليعاً جلس تحت الساعات واصطفاه الناصر وحضر مجلس شرابه فخلع عليه ليلة قباء وعمامة بطرف مذهب فأتي بهما من الغد وجلس تحت الساعات مع الشهود أنشدني الشيخ شمس الدين وغيره من أشياخي قالوا أنشدنا الشيخ شمس الدين محمد بن عبد العزيز الدمياطي قال أنشدني النور الأسعردي لنفسه .
ولقد بليت بشادن إن لمنته ... في قبح ما يأتيه ليس بنافع .
متبذل في خسة وجهالة ... ومجاعة كشهود باب الجامع .
وحضر ليلة عند الناصر مجلس أنس وكان فيه شرف الدين ابن الشيرجي وكان الحي فقام ابن الشيرجي قضى شغله وعاد فأشار إليه السلطان بصفع النور الأسعردي فصفعه فلما فعل ذلك نزل ذقنه على كتف النور لما انحنى لصفعه فأمسكها بيده وأنشد في الحال