فأبصره فازداد تعجباً وأخذه ونظر في نفس خاتمه وقبل فصه فإذا فيه أحمد بن سهل فعلم حينئذ أنه إنما أجاب بكنيته للموافقة الواقعة بين اسمه واسمه . وكان أبو زيد في حال حداثته وفقره التمس من أبي علي المنيري حنطة فأمره بحمل جراب إليه ففعل فلم يعطه حنطة وحبس الجراب ومضى على ذلك أعوام كثيرة وخرج شهيد بن الحسين إلى محتاج بن أحمد بالصغانيان وكتب إلى أبي زيد كتباً فلم يجبه أبو زيد عنها فكتب إليه شهيد : ه فازداد تعجباً وأخذه ونظر في نفس خاتمه وقبل فصه فإذا فيه أحمد بن سهل فعلم حينئذ أنه إنما أجاب بكنيته للموافقة الواقعة بين اسمه واسمه . وكان أبو زيد في حال حداثته وفقره التمس من أبي علي المنيري حنطة فأمره بحمل جراب إليه ففعل فلم يعطه حنطة وحبس الجراب ومضى على ذلك أعوام كثيرة وخرج شهيد بن الحسين إلى محتاج بن أحمد بالصغانيان وكتب إلى أبي زيد كتباً فلم يجبه أبو زيد عنها فكتب إليه شهيد : .
أمني النفس منك جواب كتبي ... وأقطعها لتسكن وهي تابى .
إذا ما قلت سوف يجيب قلت ... إذا رد المنيري الجرابا .
وقال أبو زيد : كان ببلخ مجنون يعرف بأبي إبراهيم إسحاق بن إسحاق البغداذي دخل علي وأنا ألاعب الأهوازي بالشطرنج فقال : أبو زيد والأهوازي لك فتحيرت في هذا الكلام فقال لي : احسب فحسبت بحروف الجمل فكان ستين وقال : فصل بين كنيتك والأهوازي قال : فوصلت فإذا أبو زيد ثلاثون والأهوازي ثلاثون فقضيت عجباً من اختراعه في تلك الوهلة هذا الحساب . وتوفي يوم الجمعة ضحوة لعشر بقين من ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة . واستدعى صاحب خراسان أبا زيد إلى بخارى ليستعين به على سلطانه فلما بلغ جيحون ورأى تغطمط أمواجه وجرية مائه وسعة قطره كتب إليه : إن كنت استدعيتني لما بلغك من صائب رأيي فإني إن عبرت هذا النهر فلست بذي رأي ورأيي يمنعني من عبروه فلما قرأ كتابه عجب منه وأمره بالرجوع إلى بلخ .
القاضي الصيمري .
أحمد بن سيار بن محمد الصيمري أبو بكر القاضي قلد قضاء الجانب الشرقي من بغداذ ثم قلد قضاء الحريم بدار الخلافة ثم عزل عنه وقلد القضاء بطريق خراسان وكان أديباً فاضلاً وله نظم ومن نظمه : .
لا تستهين عالماً وإن قصرت ... أواله في لحاظ رامقه .
وانظر إليه بعين ذي إرب ... مهذب الرأي في طرائقه .
فالمسك تيساً تراه ممتهناً ... بفهر عطاره وساحقه .
حتى تراه في عارضي ملك ... أو موضع التاج من مفارقه .
وكان هل هيبة ومنظر عظيم وجثة مهولة ولحية طويلة فتقدم إليه امرأتان ادعت إحداهما على الأخرى فقال القاضي أبو بكر : ما تقولين في دعواهما ؟ فقالت : أفزع أيد الله القاضي فقال القاضي : مم ذا ؟ فقالت : لحية طولها ذراع ووجه طوله ذراع ودنية طولها ذراع فأخذتني هيبتها فرفع القاضي دنيته من رأسه وحطها على الأرض وغطى لحيته بكمه وقال لها : قد نقصتك ذراعين أجيبي عن دعواها . توفي سنة ثمان وستين وثلاث مائة .
أبو الجهم الأنباري .
أحمد بن سيف الأنباري أبو الجهم الكاتب أورد له محمد بن داود ابن الجراح في أخبار الشعراء وقال : شاعر محسن ظريف أشعاره قصار ملاح : .
علة البدر راقبي الحسن فيه ... لا تضري به ولا تنحليه .
أنا أقوى على احتمالك منه ... حمليني أضعاف ما يشتكيه .
وذري سيدي ودونك جسمي ... منزلاً ما أردته فاسكنيه .
وأورد له ابن المرزبان : .
أعاذل ليس البخل مني سيجة ... ولكن رأيت الفقر شر سبيل .
لموت الفتى خير من البخل للفتى ... وللبخل خير من سؤال بخيل .
لعمرك ما شيء كوجهك قيمة ... فلا تلق إنساناً بوجه ذليل .
ابن شاهنشاه