أبو بكر القطربلي .
أحمد بن صالح بن سيردار أبو بكر القطربلي كان المستعين بالله أراده على الوزارة بعد استتار وزيره أبي صالح بن يزداد فخاف أن يطالبه الموالي فاستعفى ثم ولاه المعتمد الوزارة بعد وزارة الحسن بن مخلد الثالثة وكان حسن المروة شاعراً ظريفاً وكان يسمى ظريف الكتاب ولم يبق من الدواوين الجليلة ديوان حتى وليه أحمد بن صالح وهجاه جماعة من الكتاب ومن شعره : .
يا غاصبي نوم عيني ... لعل عندك ذاكا .
هب لي من الغمض قرباً ... لعل عيني تراكا .
من صير النوم حزناً ... لمقلتي سواكا .
وما ألوم منامي ... جفوتني فحكاكا .
ومنه أيضاً : .
وا بأبي من مر يختال في ... ثوبين من عجب ومن تيه .
ومن أرى أوصاف كل الورى ... من حسنه مجموعة فيه .
فمن تمنى أن يرى مثله ... في الناس لم يعط تمنيه .
ومنه أيضاً : .
بأبي الذي لا شيء أحسن منه في ... عيني ولي بالقول مني شاهد .
نظري إليه إذا بدا فإذا مضى ... فالطرف منه حيث يقصد قاصد .
خلص الجمال له فليس يعيبه ... خلق تنقص فيه إلا حاسد .
فالحسن منه على تصنع زينة ... وعلى التشعث والتموه واحد .
حُمّ بسُرَّ من رأى ففصد ففلج وحمل إلى بغداذ من وقته وتوفي سنة ست وستين ومائتين وكانت وزارته خمسة وأربعين يوماً .
أبو الفضل الجيلي .
أحمد بن صالح بن شافع بن صالح بن حاتم بن أبي عبد الله الجيلي أبو الفضل قرأ القرآن بالروايات على أبي محمد عبد الله بن علي بن أحمد سبط أبي منصور الخياط وعلى غيره وبكر به والده وأسمعه من أحمد بن الحسن ابن البناء ومحمد بن محمد بن الفراء وهبة الله بن أحمد الحريري ومحمد بن عبد الباقي البزار وغيرهم وسمع هو من عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي وأبي بكر بن الزاغوني والحافظ ابن ناصر وقرأ أكثر ما عنده وكان خصيصاً به وكثر عن أصحاب ابن بيان وابن نبهان وابن الطيوري وابن يوسف وابن المهدي ثم سمع من أصحاب ابن الحصين وابن كادش والمزرفي والبارع حتى سمع منه من سمع من مشايخه ولم يزل وافر الهمة في طلب الحديث على قدم الاشتغال إلى حين وفاته وكتب بخطه كثيراً وحصل الأصول الحسان وحدث باليسير لأنه توفي شاباً . قال محب الدين ابن النجار : كتبت عنه أكثر ما كتبت عن رفقائي وتوفي سنة خمس وستين وخمس مائة .
الحرون .
أحمد بن صالح أبو جعفر الحرار المعروف بالحرون ذكر أن ابن الرومي نحله أشعاره التي في الزهد على مذاهب المعتبر وكان الحروني يتعاطى صوغ ألحانها وليس لشعره حلاوة لكنه قادر على الوزن والتقفية وابنه القاسم شاعر مثله ومن شعر الحرون قوله : .
قد أردت الإعراض عنك احتقاراً ... لك لا أنني جنحت لسلمك .
فتذكرت موبقات ذنوبي ... فرجوت الخروج منها بشتمك .
وأورد له المرزباني في معجم الشعراء : .
لست للقاطب ذا بش ... ر على فرط اختياله .
بل ألاقيه عبوساً ... قاطباً في مثل حاله .
أنا كالمرآة تلقى ... كلى وجه بمثاله .
وقال : أبو جعفر الحرار تميمي بغداذي بارد الشعر أكثر شعره في العزاء والدفن .
ابن أبي فنن .
أحمد بن صالح وكنيته صالح أبو فنن ابن أبي معشر مولى المنصور وقيل مولى الربيع وكان أسود اللون بلغ سناً عالية توفي بين الستين والسبعين والمائتين هو القائل : .
سر من عاش ماله فإذا حا ... سبه الله سره الإعدام .
وله أيضاً : .
غدا بنيي وراح مثلث ... يلبس ما قد نزعت عني .
فسرني ما رأيت منه ... وغمني ما رأيت مني .
وكان يقول : أنا ابن قولي : .
صب بهجر متيم صب ... حبيه فوق نهاية الحب .
أشكو إليه ضيع جفونه ... فيقول : مت بتأثر الخطب .
وإذا نظرت إلى محاسنه ... أخرجته عطلاً من الذنب .
أدميت باللحظات وجنته ... فاقتص ناظره من القلب .
وقال : .
ذريني وإيلافي البلاد فإنني ... أحب من الأخلاق ما هو أجمل