وهو أحد من ولي الخلافة ولم يكن أبوه خليفة وهم : السفاح والمنصور والمستعين والمعتضد . وكان المعتضد حسن الميل إلى آل رسول الله A لرؤيا رآها . وكاتبه أبو القاسم عبيد الله بن سليمان بن وهب ثم ابنه القاسم بن عبيد الله . ونقش خاتمه : فوضت أمري إلى الله . وقيل أحمد يؤمن بالله . وقيل الحمد لله الذي ليس كمثله شيء وهو خالق كل شيء . وتزوج قطر الندى بنت خمارويه أصدقها ألف ألف درهم ونفذ الحسين ابن عبد الله الجوهري المعروف بابن الجصاص فحملها إليه . ومن شعره : .
غلب الشوق اصطباري ... لتباريح الفراق .
إن جسمي حيث ما سر ... ت وقلبي بالعراق .
أملك الأرض ولا أم ... لك دفع الإشتياق .
وحكى ابن حمدون النديم أن المعتضد كان قد شرط علينا أنا إذا رأينا منه شيئاً تنكره نفوسنا نقول له وإن اطلعنا له على عيب واجهناه به قال : فقلت له يوماً : يا مولانا في قلبي شيء أردت سؤالك عنه منذ سنين قال ولم أخرته إلى الآن ؟ قلت : لاستصغاري قدري ولهيبة الخلافة قال : قل ولا تخف قلت : اجتاز مولانا ذلك اليوم ببلاد فارس فتعرض الغلمان للبطيخ الذي كان في تلك الأرض فأمرت بضربهم وحبسهم وكان ذلك كافياً ثم أمرت بصلبهم وكان ذنبهم لا يجوز عليه الصلب فقال : أوتحسب أن المصلوبين كانوا أولائك الغلمان ؟ وبأي وجه كنت ألقى الله تعالى يوم القيامة لو صلبتهم جزاء البطيخ ؟ وإنما أمرت بإخراج قوم من قطاع الطريق قد وجب عليهم القتل وأمرت أن يلبسوا أقبية الغلمان وقلانسهم إقامة للهيبة في قلوب العسكر ليقولوا إذا صلب أخص غلمانه على غصب البطيخ فكيف يكون على غيره ؟ وكذلك أمرت بتلثيمهم ليستتر أمرهم على الناس .
ابن طولون التركي