أحمد بن عبد الرحمن بن الحسين الكرماني الزاهد شيخ الصوفية أحد أولياء الله تعالى في عصره مجاهدة ومعاملة توفي سنة ست وخمس مائة .
؟ الحافظ البطروجي .
أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الباري أبو جعفر البطروجي بالجيم ويقال البطروشي بالشين المعجمة الحافظ أحد الأئمة المشاهير بالأندلس كان إماماً حاذقاً بمذهب مالك عارفاً بالرجال وأحوالهم وتواريخهم وله مصنفات مشهورة وكان إذا سئل عن شيء كأن الجواب على رأس لسان يورد المسألة بنصها توفي سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة .
؟ ابن نفادة .
أحمد بن عبد الرحمن بن علي بن نفادة الأديب البارع بدر الدين نشئ الدولة السلمي الدمشقي شاعر محسن روى عنه الشهاب القوصي وكان رئيساً وديوانه موجود عاش ستين سنة وتوفي سنة إحدى وست مائة وله مدائح كثيرة في السلطان صلاح الدين الكبير وفي أولاده وأخيه العادل وجماعته وفي الوزير صفي الدين ابن القابض وفي القاضي الفاضل والقاضي ابن الشهرزوري ضياء الدين والقاضي محيي الدين ابن الزكي وغيره وهو أحد المشهورين بحسن النظم فمن شعره قوله : .
قيل تهوى ذات اللمى قلت إنه ... أوما سقمه عليه مئنّه .
ولنار الهوى دخانٌ به تع ... رف لكنه زفيرٌ وأنه .
لسوى الحبّ ينفع الصبر ذخراً ... وسوى اللحظ ينسج الدرع جنّه .
يا لقومي لأعينٍ نافذاتٍ ... حيث لا تنفذ القنا بالأسنّه .
وظباءٍ تنضو لقلبي ظبى الألحا ... ظ أجفانهن أجفانهنّه .
وبنفسي هيفاء تقعدها الأر ... داف عجلى إذا مشت مطمئنّه .
ذات وجهٍ إن أقبلت فصباحٌ ... ذات شعرٍ إن أدبرت فدجنّه .
من بنات الشموس أو أخوات البد ... ر حسناً أو بعض حور الجنّه .
نقلت من خط شهاب الدين القوصي قال : أنشدني ابن نفاذة لنفسه ملغزاً فيمن اسمه يوسف : .
يا سائلي ما اسم الذي أحببته ... إني بسرّ هواه غير مصرّح .
لكن إذا فكرت فيه وجدته ... معكوس سابع لفظةٍ من سبّح .
قلت : يريد قوله تعالى " فسوى " .
قال وأنشدني لنفسه : .
قل للزكيّ المرتضى ... ذخر الورى بل ذي الأيادي .
يا من غدا شكري له ... كفريضةٍ بين العباد .
قد كدت أنسخ شكره ... لولاه في جاه الوداد .
قال وأنشدني لنفسه وكتب بهما إلى الشمس ابن حيوس يطلب مشمشاً : .
يا شمس لا زلت مشكور الخلائق محم ... مود الفعال ومن يشناك مذموم .
هل أنت من فلك الإنعام تطلع لي ... شمساً مصحفةً من قبلها ميم .
قال وأنشدني لنفسه : .
إن أعوز الحاذق فاستبدلوا ... مكانه آخر لم يحذق .
فلاعب الشطرنج من شأنه ... وضع حصاةٍ موضع البيذق .
وقال : عارضه شيخنا عماد الدين الكاتب فقال : .
ما سدّ موضعه بمشبه فضله ... ولقد سما فضلاً عن الأشباه .
وضعوا حصاة وهي يصغر قدرها ... عن بيذقٍ غلطاً مكان الشاه .
وقال : أنشدني لنفسه أيضاً : .
أفدي التي سفرت فقابل ناظري ... مرآة وجه بالجمال صقيل .
أبكي فأبصر أدمعي في خدّها ... لصقاله فأظنّها تبكي لي .
قلت أخذه من قول الأرّجاني : .
قابلني حتى بدت أدمعي ... في خده المصقول مثل المراه .
يوهم صحبي أنه مسعدي ... بأدمعٍ لم تذرها مقلتاه .
وإنما قلدني منّةً ... بدمع عينٍ من جفوني مراه .
ولم تقع في خدّه قطرةٌ ... إلا خيالات دموع البكاه .
وقال : أنشدني يرثي ابنه لنفسه : .
قالوا تعيش فقلت لا ... بالله لا تدعوا عليّا .
قالوا تموت فقلت ذ ... لك لو غدا أمري إليّا .
لو كان أسعدني إل ... هي لم أكن إذ ذاك حيّا .
قد كان موتي راحتي ... قبل الرزيّة لو تهيّا .
وأورد له تخميس قصيدة التهامي التي أولها : .
حكم المنية في البرية جار ... ما هذه الدنيا بدار قرار .
ومن شعره أيضاً :