وذا كعرضك أو كالوجه منك سناً ... فكلّ ذا أبيضٌ صاف بكم يقق .
وإن أقل كعذارٍ فوق وجنة من ... سبى فؤادك منه القدّ والعنق .
فذا بقلبك أحلى موقعاً وله ... ما زال تهفو بك الأشواق والحرق .
فإن مسودّ ذا من فوق أبيض ذا ... شيءٌ تنافس فيه الصبح والغسق .
فأخرّ جوابه فكتب إليه أبياتاً بائية طويلة يداعبه فجهز إليه محيي الدين المطلوب وكتب جوابه : .
يا من معاليه مثل العقد تتسق ... ومن ثناه كمثل المسك ينتشق .
أستغفر الله أين المسك من مدحٍ ... تغيّظ المسك منها وهو منسحق .
يا من له الوجه طلقٌ بالسماح كما ... له اللسان بما يرضي الورى طلق .
شكراً لها أسطراً جاءت تحفّ بها ... من الجلالة نورٌ منك يأتلق .
جاءت بما شاءت الألباب من نعمٍ ... أمسى بها مملق الأفكار يرتزق .
ما خلت من قبل أن أهدى بنيّرها ... أنّ البدور لها من لفظكم أفق .
وكيف لا وهو من حبرٍ ومن ورقٍ ... أمسى يشاهد منه النور والغسقُ .
إن شرفت بالتماس الطرس لا عجبٌ ... إن العقائل قد يبغى لها السّرق .
أو تبغ حبراً فإنّ الغيد عادتها ... من غير ما حاجةٍ للكحل تستبق .
قلت : نثر كمال الدين رحمه تعالى أحسن من نظمه وأفحل وأبيات ابن عبد الظاهر أحسن من نظم كمال الدين .
وقال كمال الدين C في الخال : .
وما خاله ذاك الذي خاله الورى ... على خده نقطاً من المسك في ورد .
ولكنّ نار الخدّ للقلب أحرقت ... فصار سواد القلب خالاً على الخدّ .
وقال أيضاً في مليح لابس أخضر : .
ومهفهفٍ قيد النواظر خصره ... ما إن تزال ترى نطاق نطاقه .
كالغصن في ميلاته والظبي في ... لفتاته والبدر في إشراقه .
وافى يهزّ قوامه في حلّةٍ ... خضراء مثل الغصن في أوراقه .
أبو الطيب المقدسي الواعظ .
أحمد بن عبد العزيز بن محمد أبو الطيب المقدسي إمام جامع الرافقة سافر إلى البلاد وسمع الحديث وكان يعظ الناس . قال ابن عساكر : أنشدني لنفسه : .
يا وقفاً بين الفرات ودجلةٍ ... عطشان يطلب شربةً من ماء .
إنّ البلاد كثيرةٌ أنهارها ... وسحابها فغزيرة الأنواء .
ما اختلت الدنيا ولا عدم الندى ... فيها ولا ضاقت على العلماء .
أرضٌ بأرض والذي خلق الورى ... قد قسّم الأرزاق في الأحياء .
توفي سنة إحدى وثلاثين وخمس مائة .
أبو المعالي الباجسرائي .
أحمد بن عبد الغني بن محمد بن حنيفة أبو المعالي الباجسرائي سمع الحديث الكثير مع أبيه وإخوته قديماً وبكّر به أبوه فسمع ابن البطر والحسين ابن أحمد النعالي وثابت البقال ومحمد بن أحمد الخياط المقرئ وغيرهم وحدث بالكثير مع عسرٍ كان فيه وروى كتاب " الجمهرة " لابن دريد عن ثابت بن بندار عن أبي الحسين ابن رزمة عن أبي سعيد السيرافي عنه وهو آخر من روى هذا الكتاب عن ثابت . وكان صدوقاً صحيح السماع روى عنه ابن الأخضر وجماعة وتوفي سنة ثلاث وستين وخمس مائة بهمذان .
النفيس القطرسي .
أحمد بن عبد الغني بن أحمد بن عبد الرحمن بن خلف بن المسلم الفقيه الأديب نفيس الدين أبو العباس اللخمي المالكي المعروف بالقطرسي بالقاف والطاء المهملة وبعدها راء وبعدها سين مهملة على وزن قطرب هذه النسبة إلى جده قطرس حكاه ابن خلكان عن البهاء زهير تفقه وقرأ الأصول والمنطق وقرأ الأدب على موفق الدين ابن الخلال كاتب إنشاء العاضد وتصدر للاقراء والإفادة وتصرف في الخدمة الديوانية ومدح الملوك والوزراء وله ديوان شعر روى عنه الشهاب القوصي ومن شعره قصيدة كتبها إلى الأمير شجاع الدين جلدك التقوي المعروف بوالي دمياط : .
قل للحبيب أطلت صدّك ... وجعلت قتلي فيه وكدك .
إن شئت أن أسلو فردّ ... عليّ قلبي فهو عندك .
أخلفت حتى في زيا ... رتنا بطيفٍ منك وعدك .
وأنا عليك كما عهد ... ت وإن نقضت عليّ عهدك