لك الله خوّفت العدى وأمنتهم ... فذقت الردى من خيفةٍ وأمان .
إذا أنت خوّفت الرجال فخفتهم ... فإنك لا تجزى هوىً بهوان .
رياحٌ وهبها عارضتك عواصفاً ... فكيف انثنى أو كاد ركن أبان .
بلى ربّ مشهور العلى متشيعٍ ... قليل بمنهوب الفؤاد هدان .
أتيحت لبسطامٍ حديدة عاصمٍ ... فخرّ كما خرّت سحوق ليان .
بنفسي وأهلي أيّ بدر دجنّةٍ ... لستٍّ خلت من شهره وثمان .
وأي أتّيٍ لا تقوم له الربى ... ثنى عزمه دون القرارة ثان .
وأيّ فتىً لو جاءكم في سلاحه ... متى صلحت كفّ بغير بنان .
وما غرّكم لولا القضاء بباسلٍ ... أصاخ فقعقعتم له بشنان .
يقولون لا يبعد ولله دره ... وقد حيل بين العير والنزوان .
ويأبون إلا ليته ولعله ... ومن أين للمقصوص بالطيران .
رويد الأماني إنّ رزء محمدٍ ... عدا الفلك الأعلى عن الدوران .
وحسب المنايا أن تفوز بمثله ... كفاك ولو أخطأته لكفاني .
أثاكلتيه والثواكل جمةٌ ... لو أنكما بالناس تأتسيان .
أذيلا وصونا واجزعا وتجلدا ... ولا تأخذا إلا بما تدعان .
ومن موشحات أحمد الأعيمى : .
ما حال القلوب وفي غمض الجفون ... عيونٌ ظباها أمضى سهام المنون .
قسيّ الحواجب ... سهامها عيناه .
كنوين كاتب ... قد خطهنّ الله .
وخضرة شارب ... مع ما حوت شفتاه .
من درٍ وطيب لو بعت روحي وديني ... في رشف لماها ما كنت بالمغبون .
يا من يتعزر ... اخضع لعبد العزيز .
إن كنت تميّز ... جماله تمييزي .
والخدّ المطرز ... بأبدع التطريز .
والخال العجيب قد جال في النسرين ... كزنجيٍّ تاها في روض الياسمين .
لا أصغي للاحي ... يلحّ في تعذالي .
ووجه الصلاح ... حبّي لهذا الغزال .
من هو في الملاح ... من الطراز العالي .
قدٌّ كالقضيب في الانثنا واللين ... وخصرٌ إن ضاهى به لرقة ديني .
كشفت القناعا ... مستوهباً منه قبله .
فاستحيا امتناعا ... أظنّها منه خجله .
فقلت انخضاعا ... ما قال قيسٌ لعبله .
أما أنا حبيبي نطيش من غرشوني ... شيم غين رشاها ألا تغرش منوني .
ابن عميرة المخزومي .
أحمد بن عبد اله بن عميرة المخزومي القاضي أبو المطرف من أهل الجزيرة سقر وسكن بلنسية . قال ابن الأبار في " تحفة القادم " : فائدة هذه المائة والواحد يفئ بالفئة الذي اعترف باتحاده الجميع واتصف بالإبداع فماذا يوصف به البديع ومعاذ الله أن أحابيه بالتقديم لما له من حق التعليم كيف وسبقه الأشهر ونطقه للياقوت والجوهر تحلّت به الصحائف والمهارق وما تخلت عنه المغارب والمشارق فحسبي أن أجهد في أوصافه ثم أشهد بعدم إنصافه هذا على تناول الخصوص والعموم لذكره وتناوب المنثور والمنظوم على شكره .
ومما أورد له ابن الأبار : .
وأجلت فكري في وشاحك فانثنى ... شوقاً إليك يجول في جوّال .
أنصفت غصن البان إذ لم تدعه ... لتأودٍ مع عطفك الميال .
ورحمت درّ العقد حين وضعته ... متوارياً عن ثغرك المتلالي .
كيف اللقاء وفعل وعدك سينه ... أبداً تخلصه للاستقبال