أحمد بن علي بن أحمد بن يحيى بن حازم بن علي بن رفاعة الزاهد الكبير سلطان العارفين في زمانه أبو العباس الرفاعي المغربي Bه قدم أبوه العراق وسكن البطائح بقرية اسمها أم عبيدة فتزوج بأخت الشيخ منصور الزاهد ورزق منها أولاداً منهم الشيخ أحمد وكان رجلاً صالحاً شافعياً انضم إليه خلق من الفقراء وأحسنوا فيه الاعتقاد ويقال لهم الأحمدية والبطائحية ولهم أحوال عجيبة من أكل الحيات حية والنزول إلى التنانير وهيت تضرم والدخول في الأفرنة وينام أحدهم في جانب الفرن والخباز يخبز في الجانب الآخر ويرقصون في السماعات على النيران إلى أن تنطفئ ويقال إنهم في بلادهم يركبون على الأسود . وساق الشيخ شمس الدين في ترجمته قريباً من خمس أوراق . ولم يكن للشيخ أحمد C عقب إنما العقب لأخيه وأولاده يتوارثون المشيخة والولاية على تلك الناحية إلى الآن وللشيخ أحمد على ما كان عليه من العبادة شعرٌ فمنه على ما قيل : .
إذا جن ليلي هام قلبي بذكرهم ... أنوح كما ناح الحمام المطوق .
وفوقي سحابٌ يمطر الهم والأسى ... وتحتي بحارٌ للأسى تتدفق .
سلوا أم عمروٍ كيف بات أسيرهم ... تفك الأسارى دونه وهو موثق .
فلا هو مقتولٌ ففي القتل راحةٌ ... ولا هو ممنونٌ عليه فيطلق .
توفي الشيخ C يوم الخميس الثاني والعشرين من جمادى الأولى سنة ثمان وسبعين وخمس مائة بأم عبيدة وهو في عشر السبعين .
القاضي الرشيد بن الزبير .
أحمد بن علي بن إبراهيم بن الزبير الغساني الأسواني المصري القاضي الرشيد أبو الحسين كان كاتباً شاعراً فقيهاً نحوياً لغوياً عروضياً منطقياً مؤرخاً مهندساً طبيباً موسيقاراً منجماً مفنناً وهو من بيت كبير بالصعيد معروف بالمال ولي النظر بثغر الإسكندرية بغير اختياره وله تواليف التحق فيها بالأوائل المجيدين . قتل ظلماً وعدواناً في محرم سنة اثنتين وستين وخمس مائة وقيل سنة ثلاث ومن تصانيفه " منية الألمعي وبينة المدعي " يشتمل على علوم كثيرة . كتاب " المقامات " . " جنان الجنان وروضة الأذهان " فيه ذكر لشعراء مصر ومن طرأ عليهم . " الهدايا والطرف " . " شفاء الغلة في سمت القبلة " . " ديوان شعره " . " ديوان رسائله " .
من شعره قوله : .
سمحنا لدنيانا بما بخلت به ... علينا ولم نحفل بجل أمورها .
فيا ليتنا لما حرمنا سرورها ... وقتنا أذى آفاتها وشرورها .
يا ربع أين ترى الأحبة يمموا .
فقال القاضي الرشيد : .
رحلوا فلا خلت المنازل منهم ... ونأوا فلا سلت الجوانح عنهم .
وسروا وقد كتموا الغداة مسيرهم ... وضياء نور الشمس ما لا يكتم .
وتبدلوا أرض العقيق عن الحمى ... روت جفوني أي أرض يمموا .
نزلوا العذيب وإنما هي مهجتي ... نزلوا وفي قلب المتيم خيموا .
ما ضرهم لو ودعوا ما أودعوا ... نار الغرام وسلموا من أسلموا .
هم في الحشا إن أعرقوا أو أشأموا ... أو أيمنوا أو أنجدوا أو أتهموا .
منها : .
لا ذنب لي في البعد أعرفه سوى ... أني حفظت العهد لما خنتم .
فأقمت حين ظعنتم وعدلت لما ... جرتم وسهرت لما نمتم .
ومنه قوله : .
ولما نزلنا في ظلال بيوتهم ... أمنا ونلنا الخصب في زمنٍ محل .
ولو لم يزد إحسانهم وجميلهم ... على البر من أهلي حسبتهم أهلي .
قلت : فيه زيادة ومبالغة على بيتي الحماسة المشهورين وهما : .
نزلت على آل المهلب شاتياً ... بعيداً عن الأوطان في زمنٍ محل .
فما زال بي إحسانهم وجميلهم ... وبرهم حتى حسبتهم أهلي .
ومنه قوله : .
جلت لدي الرزايا بل جلت هممي ... وهل يضر جلاء الصارم الذكر .
غيري يغيره عن حسن شيمته ... صرف الزمان وما يأتي من الغير .
لو كانت النار للياقوت محرقةً ... لكان يشتبه الياقوت بالحجر .
لا تغررن بأطماري وقيمتها ... فإنما هي أصدافٌ على درر .
ولا تظنّ خفاء النجم من صغرٍ ... فالذنب في ذاك محمولٌ على البصر