فقال له : اتق الله ما هذه العظيمة ؟ فقال : قد كان ما كان . فخرج من عنده فما توسط الدرب حتى سمع الصراخ عليه وفارق الدنيا . قال الحميدي : وهذه قصة مشهورة عندنا والرواة ثقات وأسلم هذا من بيت جليل وهو صاحب الكتاب المشهور في " أغاني زرياب " وكان شاعراً أديباً . قلت : نقلت هذا مختصراً من معجم الأدب " لياقوت وساق مثل هذه الحكاية حكايتين أخريين من هذا النمط .
وكان أحمد بن كليب قد أهدى إلى أسلم في أول أمره كتاب " الفصيح " وكتب عليه : .
هذا كتاب الفصيح ... بكل لفظٍ مليح .
وهبته لك طوعاً ... كما وهبتك روحي .
وكانت وفاة ابن كليب سنة ست وعشرين وأربع مائة وأسلم المذكور هو أسلم بن أحمد بن سعيد ابن قاضي الجماعة أسلم بن عبد العزيز صاحب المزني .
الأمير أبو القاسم .
أحمد بن كيغلغ أبو القاسم أخو إبراهيم المقدم ذكره ولاه الراضي بالله ونفذه إليها وعمره ثمانون سنة وكان أديباً شاعراً فمن شعره قوله : .
لا يكن للكأس في كفك ... يوم الغيث لبث .
أوما تعلم أن ال ... غيث ساقٍ مستحثّ .
وقوله : .
وا عطشا إلى فمٍ ... يمج خمراً من برد .
إن قسم الناس فحس ... بي بك من كل أحد .
وقوله : .
رعى الله من أمسيت أرعى لأجله ... نجوم ليالٍ ما لهن صباح .
أشبهها في المكث شيطان آدم ... فما إن لها حتى النشور براح .
وكان أحمد قد ولي مصر فجرت بينه وبين محمد بن تكين حروب إلى أن خلص له الأمر ثم قدم محمد بن طغج أميراً على مصر من قبل الراضي فسلم إليه مصر .
أبو نصر السدري .
أحمد بن ما شاء الله بن إسماعيل بن رزق الله السدري أبو نصر البغداذي . سمع أحمد بن الحسن بن خيرون والحسين بن علي بن أحمد بن البشري وغيرهما وحدث باليسير روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل الخفاف في معجم شيوخه . توف سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة .
الحافظ حكمويه .
أحمد بن المبارك الحافظ الزاهد المجاب الدعوة أبو عمر المستملي النيسابوري المعروف بحكمويه : كان مجاب الدعوة راهب عصره توفي في جمادى الآخرة سنة أربع وثمانين ومائتين .
تقي الدين الخرقي الشافعي .
أحمد بن المبارك بن نوفل الإمام تقي الدين أبو العباس النصيبي الخرقي بضم الخاء المعجمة والراء الساكنة والقاف وهي قرية من عمل نصيبين كان إماماً عالماً قدم الموصل بعد الست مائة وقرأ بها العربية على أبي حفص عمر بن أحمد السفني بكسرالسين وبرع في العلم قرأ عليه الملك المظفر والملك الصالح وصنف كتاباً " في الأحكام " وشرح " الدريدية " وألف كتاباً " في العروض " وكتاباً في الخطب وشرح " الملحة " وله منظومة في الفرائض ومنظومة في المسائل الملقبات وسكن سنجار ودرس بها مذهب الشافعي ثم إنه انتقل إلى الجزيرة وتوفي سنة أربع وستين وست مائة .
ابن الخل .
أحمد بن المبارك بن محمد بن عبد الله أخو ابن الخل الفقيه محمد بن المبارك وقد تقدم ذكره في المحمدين ولد سنة اثنتين وثمانين وتوفي سنة اثنتين وخمسين وخمس مائة ومن شعره دوبيت : .
ساروا وأقام في فؤادي الكمد ... لم يلق كما لقيت منهم أحد .
شوقٌ وجوى ونار وجدٍ تقد ... ما لي جلدٌ ضعفت ما لي جلد .
ومنه أيضاً : .
هذا ولهي وكم كتمت الولها ... صوناً لحديث من هوى النفس لها .
يا آخر محنتي ويا أولها ... أيام عنائي فيك ما أطولها .
ومنه في بعض الوعاظ : .
ومن الشقاوة أنهم ركنوا إلى ... نزغات ذاك الأحمق التمتام .
شيخٌ يبهرج دينه بنفاقه ... ونفاقه منهم على أقوام .
وإذا رأى الكرسي تاه بأنفه ... أي أن هذا موضعي ومقامي .
ويدق صدراً ما انطوى إلا على ... غل يواريه بكف عظام .
ويقول أيش أقول من حصرٍ به ... لا لازدحام عبارةٍ وكلام