دلالتها في الفضل من ذات نفسه ... وليس على شمس النهار دليل .
ومن شعر ضياء الدين أيضاً : .
ما افتر عن ثغره البسام في غسقٍ ... إلا أضاء سبيل السالك الساري .
يا للعجائب قد عاينت مغربةً ... نبتاً من النور في أرضٍ من النار .
وقال وفيه لزوم : .
انظر إلى سندسي الروض حين بدا ... مطرّزاً بطراز النور كالذهب .
وفي حشا الماء من مصفره لهبٌ ... فاعجب لضدين جمع الماء واللهب .
كأنه في ضمير البحر مضطرباً ... لمعٌ من البرق في صافٍ من الذهب .
وقال : .
بأبي خيالك إذ سرى متوجساً ... والأفق يسحب فضل ذيل الغيهب .
في حلة الخفر الذي ستر الحيا ... فتنقبت والحسن لم يتنقب .
فاصطاده إنسان عينٍ ساهرٌ ... متمكنٌ من جفنه في مرقب .
قلت : شعر جيد .
؟ ؟ ؟ الرئيس الفراتي الخراساني .
أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي بن أحمد الرئيس أبو الفضل ابن ابن الأستاذ أبي عمرو الفراتي الخراساني ولي رئاسة نيسابور مدة وورد إلى بغداذ فأكرم في دار الخلافة إكراماً لم تجز به العادة لمثله . توفي سنة ست وأربعين وأربع مائة .
؟ ابن حني .
أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن حني بالحاء المهملة المفتوحة وتشديد النون كذا وجدته مضبوطاً البغداذي سمع كثيراً من المتأخرين كأبي الحسن بن الطيوري وأحمد بن الحسين بن قريش وهذه الطبقة وكتب كثيراً بخطه ولم يكن عنده معرفة . حدث باليسير عن القاضي أبي يعلى بن الفراء . قال محب الدين ابن النجار : قرأت بخط أبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ على وجه كتاب بخط أحمد بن محمد بن حني هذا تحت اسمه : هلك عذبه الله فإنه كان رافضياً خبيث المذهب . ورأيت بخط ابن حني هذا حكاية في " الأخبار الموفقيات " في ذكر يزيد بن معاوية وفي الأصول العتق بخط الغزال وخط ابن دودان : " لعنه الله " ولم يكتب ابن حني لعنته في كتابه فدل على خلاف قول ابن ناصر وتوفي سنة أربع وتسعين وأربع مائة .
؟ ابن جكينا الدلال .
أحمد بن محمد بن أحمد بن جكينا الدلال أبو عبد الله البغداذي كان أديباً مليح الشعر وهو تلميذ أبي علي بن الشبل الشاعر ويروي عنه شعره . كتب عنه الحسين بن محمد بن خسرو البلخي وأحمد بن محمد بن الحصين وأبو طاهر السلفي وهو والد أبي محمد الحسن الشاعر المشهور ومن شعره : .
إذا جفاك خليلٌ كنت تألفه ... فاطلب سواه فكلّ الناس إخوان .
وإن نبت بك أوطانٌ نشأت بها ... فارحل فكلّ بلاد الله أوطان .
لا تركننّ إلى خلٍّ ولا زمنٍ ... إن الزمان مع الإخوان خوّان .
واستبق سرك إلا عن أخي ثقةٍ ... إن الأخلاء للأسراء خزّان .
ومنه : .
ما كنت أعلم أن قلبك قد قسا ... حتى أطلت مع الصدود عذابي .
روحي فداؤك ما مللت وإنما ... حذراً عليك حبست عنك كتابي .
كيلا يحسّ بما أجنّ من الهوى ... قلمٌ ولا القرطاس يعلم ما بي .
أفنيت عمري بالمطال وبالمنى ... وطويت بالحسرات شرخ شبابي .
وغصصتني الماء القراح وطيبه ... وجعلت من ماء الجفون شرابي .
ومنه : .
يا من أقام على هجري ليقتلني ... رفقاً بعبدك قد ضاقت به الحيل .
ما زال يأمل عطفاً منك ينعشه ... حتى هجرت فلا عطفٌ ولا أمل .
يا مستطيلاً على ذلي بعزته ... والكلّ منه على الأحداق يحتمل .
وبعض ما أنا لاقٍ منه يقتلني ... وإنما لشقائي طال بي الأجل .
قلت : شعر في المرتبة العليا من التوسط .
؟ ابن نميران .
أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي سعد بن شبيب شهاب الدين ابن نميران : .
ما لخيل الدموع من آماقي ... تتبارى كأنها في سباق .
هل درى سائق الركائب أن ... الصب أمسى من بعدهم في السياق .
وله : .
ومال عليّ ميلاً كان منه ... مجازاً جاء بالأمر الحقيقي .
وكاد يطير قلبي من سرورٍ ... وهشّ إليه عرقٌ من عروقي .
وأبرز ترسه فهززت رمحي ... وحرّك طبله فنفخت بوقي