أخبرنا أبو محمد بن عتاب C قال : أنا أبو القاسم حاتم بن محمد ونقلته من خطه قال : أملي علينا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الهمداني رضى الله عنه قال : لما وصلت إلى مدينة مرو من مدائن خراسان سمعت الجامع الصحيح على محمد بن عمر بن شبوية المروزي فسمعنا عن شيخ بها يروي الحديث فأتيناه لنروي عنه أيضا . وكان اسمه علي بن محمد الترابي يعرف به فوجدنا معه كتابا غير بين فوجدناه يقرأ في المصحف وعند أصحاب الحديث أن من لا يستظهر القرآن عن ظهر قلب فهو ناقص . وكان الرجل إماما في الحديث . فقلنا له : مثلك يقرأ في المصحف فقال : ليس في أصحاب الحديث احفظ مني للقرآن وذلك أني أصلي به الأشفاع في كل عام وأنا إمام قومي فلما كبر سني ضعف بصري فتركت القراءة في المصحف وكان ابن أخي يقودني إلى المسجد أصلي بالناس الفريضة فنمت ذات ليلة فرأيت النبي A فقال لي يا علي : لم تركت القراءة في المصحف فقلت يا رسول الله : ذهب بصري . فقال لي ارجع إلى القراءة في المصحف يرد الله عليك بصرك . فقمت فتوضأت وصليت وكانت ليلة طويلة من ليالي الشتاء فغلبتني عيني فرأيت النبي A فقال لي يا علي : ؛ أقرأ في المصحف يرد الله عليك بصرك ففكرت في قول النبي A : " من رآني في النوم فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي " فلما أصبحت غدوت إلى المسجد وابن أخي يقودني ولا أرى شيئا فصليت بقومي الفريضة ثم انصرفت إلى منزلي فقلت لهم : أعطوني المصحف . فقا لي أهلي : وما تريد من المصحف قلت لهم : انظر فيه : فأخذت المصحف وفتحته وأخذت في القراءة ظاهرا وأنا أفتح المصحف ورقة ورقة فما طلع النهار إلا وأنا أقرأ في المصحف وأرى حروفه أجمع ثم تماديت في القراءة إلى الظهر فلم يأت الظهر إلا وأنا أرى كما كنت أرى وأنا أحدث فهذا شأني .
عبد الرحمن بن سلمة الكناني : من أهل قرطبة يكنى : أبا المطرف .
روى عن أحمد بن خليل القاضي وغيره . حدث عنه القاضي أبو عمر بن سميق وأبو محمد بن حزم قال : أخبرنا عبد الرحمن بن سلمة قال : حدثنا أحمد بن خليل قال : نا خالد بن سعد قال : وحدثني عثمان بن عبد الرحمن بن أبي زيد وكان صدوقا قال : نا إبراهيم ابن نصر قال : سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول : أثبت الناس في مالك ابن وهب . قال خالد : قلت لأحمد بن خالد : من أثبت الناس عندك في مالك . قال : ابن وهب . قال خالد : نا أحمد بن خالد قال : نا يحيى بن عمر قال : نا الحارث بن مسكين قال : نا ابن وهب قال : قال مالك : كان رسول الله A إمام المسلمين يسئل عن الشيء فلا يجيب حتى يأتيه الوحي من السماء .
قال الحميدي : أخبرناه أبو محمد بن حزم عن عبد الرحمن بن سلمة فذكره .
عبد الرحمن بن محمد يعرف : بابن الزفات : من أهل قرطبة يكنى : أبا المطرف .
روى عن جماعة من علماء أهل قرطبة ورحل إلى المشرق وأخذ عن أبي محمد بن أبي زيد وغيره . وقد حدث وأخذ الناس عنه .
عبد الرحمن بن يوسف بن نصر الرفا : من أهل قرطبة يكنى : أبا المطرف .
روى عن أبي محمد عبد الله بن إسماعيل بن حرب وخلف بن القاسم الحافظ وأبي إسحاق بن حارث وأبي عمر بن عبد البصير وأبي الوليد بن الفرضي وغيرهم .
وكتب إليه من أهل المشرق أبو يعقوب بن الدخيل وأبو القاسم السقطي وغيرهما . وعني بالحديث ونقله وروايته وضبطه وكتب بخطه علما كثيرا ورواه . وكان حسن الخط جيد الضبط ثقة فيما رواه وقيده .
حدث عنه القاضي أبو عمر بن سميق وأبو عمر بن عبد البر وأبو حفص الزهراوي وغيرهم وقرأت بخطه : نا خلف بن القاسم قال : نا أبو بكر بن الحداد قال : نا أبو عبد الرحمن السجزي قال : نا عبيد الله القواريري قال : مات جار لنا وكان وراقا فرأيته في المنام فقلت : ما فعل الله بك قال : غفر لي . قلت : بماذا قال : كنت إذا كتبت النبي كتبت A .
آخر الجزء الخامس والحمد لله حق حمده . وصلى على محمد وآله .
الجزء السادس .
بسم الله الرحمن الرحيم .
وصلى الله على نبيه الكريم محمد وعلى آله .
عبد الرحمن بن مروان بن عبد الرحمن الأنصاري المعروف : بالقنازعي من أهل قرطبة يكنى : أبا المطرف