روى عن أبي محمد أسد وأبي عمر بن الجسور وأبي الوليد بن الفرضي وغيرهم . وكان نافذا في العلوم قديم العناية بطلب العلم شاعرا مطبوعا بليغ اللسان والقلم حسن الخط صحيح النفل وألف كتبا كثيرة في غير مافن . ذكره أبو محمد بن خزرج وقال : مولده سنة سبع وسبعين وثلاث مائة . وتوفي في عقب ذي القعدة سنة خمس وخمسين وأربع مائة . وكان قد خرف قبل موته بيسير .
علي بن محمد بن عبيد الله بن أحمد بن عبادل الأنصاري .
من أهل إشبيلية ؛ يكنى : أبا الحسن .
روى بقرطبة عن أبي المطرف القنازعي قرأ عليه القرآن ورحل إلى المشرق سنة عشر وأربع مائة . وحج سنة أربع عشرة وروى بمصر عن أبي محمد بن النحاس المصري وغيره . وكانت له معرفة بالحديث ورجاله .
وكان له سماع كثير بقرطبة وإشبيلية وبها توفي في صدر صفر سنة ست وخمسين وأربع مائة . وكان مولده في حدود سنة خمس عشرة وثمانين وثلاث مائة . ذكره ابن خزرج .
علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب الفارسي .
من أهل قرطبة تجول بالأندلس ؛ يكنى : أبا محمد .
روى عن القاضي يونس بن عبد الله وأبي بكر حمام بن أحمد القاضي وأبي محمد ابن بنوش القاضي وأبي عمر بن الجسور وغيرهم . قال القاضي أبو القاسم صاعد ابن أحمد : كان أبو محمد بن حزم أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام وأوسعهم معرفة مع توسعه في علم اللسان ووفور حظه من البلاغة والشعر والمعرفة بالسير والأخبار . وأخبرني ابنه أبو رافع الفضل بن علي أنه اجتمع عنده بخط أبيه من تأليفه نحو أربع مائة مجلد تشتمل على قريب من ثمانين ألف ورقة .
وقال : أبو عبد الله الحميدي : كان حافظا عالما بعلوم الحديث وفقهه مستنبطا للأحكام من الكتاب والسنة متفننا في علوم جمة عاملا بعلمه زاهدا في الدنيا بعد الرياسة التي كانت له ولأبيه قبله في الوزارة وتدبير الممالك متواضعا ذا فضائل جمة وتواليف كثيرة في كل ما تحقق به من العلوم وجمع من الكتب في علم الحديث والمصنفات والمستندات كثيرا . وسمع سماعا جما وأول سماعه من ابن الجسور قبل الأربعمائة . ثم ذكر جملة من أسماء تواليفه ثم قال : وما رأينا مثله في ما اجتمع له مع الذكاء وسرعة الحفظ وكرم النفس والتدين . وكان له في الآداب والشعر نفس واسع وباع طويل . وما رأيت من يقول الشعر على البديهة أشرع منه . وشعره كثير وقد جمعناه على حروف المعجم ومنه : .
هل الدهر إلا ما عرفنا وأدركنا ... فجائعه تبقى ولذاته تفنى .
وإذا أمكنت فيه مسرة ساعة ... تولت كمر الطرف واستخلفت حزنا .
إلى تبعات في المعاد وموقف ... نود لديه أننا لم نكن كنا .
حصلنا على هم وإثم وحسرة ... وفات الذي كنا نلذ به عينا .
حنين لما ولى وشغل بما أتى ... وغم لما يرجى فعيشك لا يهنا .
كأن الذي كنا نسر بكونه ... إذا حققته النفس لفظ بلا معنى .
وله : .
مناي من لدنيا علوم أبثها ... وأنشرها في كل باد وحاضر .
دعاء إلى القرآن والسنن التي ... تناسى رجال ذكرها في المحاضر .
قال صاعد : كتب إلي أبو محمد بن حزم بخطه يقول : ولدت بقرطبة في الجانب الشرقي من ربض منية المغيرة قبل طلوع الشمس وبعد سلام الإمام من صلاة الصبح آخر ليلة الأربعاء آخر يوم من شهر رمضان المعظم وهو اليوم السابع من نونبر سنة أربع وثمانين وثلاث مائة بطالع العقرب . قال صاعد : ونقلت من خط ابنه أبي رافع : إن أباه توفي C عشية يوم الأحد لليلتين بقيتا من شعبان سنة ست وخمسين وأربع مائة . فكان عمره C إحدى وسبعين سنة وعشرة أشهر وتسعة وعشرين يوما .
علي بن إسماعيل .
يعرف : بابن سيدة : من أهل مرسية ؛ يكنى : أبا الحسن .
روى عن أبيه وأبي علي الطلمنكي وصاعد اللغوي وغيرهم . وله تواليف حسان منها : كتاب المحكم في اللغة ؛ وكتاب المخصص ؛ وكتاب الأنيق في شرح الحماسة وغير ذلك .
وذكر الوقشي عن أبي علي الطلمنكي قال : دخلت مرسية فتشبث بي أهلها يسمعوا علي غريب المصنف . فقلت لهم : انظروا لي من يقرأ لكم وأمسك أنا كتابي فأتوني برجل أعمى يعرف بابن سيدة فقرأه علي من أوله إلى آخره فعجبت من حفظه . وكان أعمى بن أعمى