روى عن أبي العباس العذري كثيرا واختص به ؛ وسمع من القاضي أبي إسحاق ابن وردون والقاضي أبي بكر بن صاحب الأحباس وغيرهم . وأجاز له أبو عمر ابن عبد البر وأبو الوليد الباجي ما روياه . وكان : من أهل العلم والمعرفة والذكاء والفهم وجمع في تفسير القرآن كتابا حسنا مفيدا وله معرفة بأصول الدين وحج بيت الله الحرام . أخذ الناس عنه وكتب إلينا بإجازة ما رواه ومولده لعشر خلون من رمضان سنة إحدى وأربعين وأربع مائة . وتوفي C ليلة الخميس السادس عشر من جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة .
علي بن أحمد بن محمد بن مروان الجذامي .
يعرف : بابن نافع من أهل المرية يكنى : أبا الحسن .
سمع : من أبي علي الغساني ومن عمر بن أحمد بن رزق وأبي علي الصدفي وتفقه عند ابن عطاف الفقيه . وكان فقيهاحافظا للرأي وحدث وسمع منه وتكلم بعض أصحابنا فيه . وتوفي في رجب سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة . وكان مولده في جمادى الآخرة سنة ست وستين وأربع مائة .
علي بن إبراهيم بن علي بن أحمد .
ابن عمر بن معدان الأنصاري : يعرف : بابن اللوان من أهل المرية ؛ يكنى : أبا الحسن .
روى عن أبي علي الغساني وأبي القاسم بن العربي وأبي علي الصدفي وسمع بقرطبة من أبي الحسين بن سراج ومن شيخنا أبي محمد بن عتاب وغيرهم . وكان حافظا للحديث مشهورا بمعرفته وفهمه وأخذ الناس عنه وكان دينا فاضلا معظما عند الناس . وتوفي C في رجب سنة ثلاث وثلاثين وخمس مائة .
وكان الحفل في جنازته عظيما والثناء عليه جميلا . ودفن خارج باب بجانة وصلى عليه القاضي عبد الحق بن عطية . وكان مولده سنة أربع وسبعين وأربع مائة .
ومن الغرباء .
علي بن إبراهيم بن علي التبريزي .
المعروف : بابن الخازن ؛ يكنى : أبا الحسن .
قدم الأندلس سنة إحدى وعشرين وأربع مائة وأسمع الناس بشرق الأندلس بعض ما رواه . وقدم طليطلة سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة . مجتازا فسمع منه بها تفسير القرآن الموسوم بشفاء الصدور . حدث به عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي عن النقاشي مؤلفه . وروى أيضا عن أبي الفتح بن أبي الفوارس وعن أبي بكر بن الطيب وأبي حامد الاسفرايني وأبي أحمد الفرضي وابن أحمد القصار الفقيه وغيرهم .
وكان : من أهل العلم بالآداب واللغات حسن الخط جيد الضبط عالما بفنون العربية ثقة فيما رواه . وكانت عنده غرائب وفوائد جمة . وكان شافعي المذهب . سمع منه جماعة من علماء الأندلس . وقرأت بخط أبي بكر المصحفي قال لي التبريزي C : مولدي سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة . ودخلت بغداد سنة خمس وتسعين وثلاث مائة .
علي بن سعيد بن أحمد الهواري .
الفاسي منها ؛ يكنى : أبا الحسن .
قدم طليطلة سنة تسع وتسعين وثلاث مائة . وحدث بها وسمع منه أبو إسحاق بن شنظير وصاحبه أبو جعفر وأبو عمر الطلمنكي وأبو عبد الله بن شق الليل وغيرهم .
وقرأت بخط أبي جعفر منهم أنا أبو الحسن علي بن سعيد الفاسي قال : أنا أبو علي الحسن بن عمر بن الصباغ بالإسكندرية قال : نا أبو مروان عبد الملك بن محمد قاضي المدينة قال : نا عبد الله بن محمد القاضي الهمداني قال : سمعت أبا زرعة الرازي يقول : عليكم بالفقه فإنه كالتفاح الجبلي يطعم من سنته . قال أبو جعفر : وأنا أبو الحسن قراءة عليه عن أبي علي بن الصباغ أنشدكم أبو الحسن محمد بن عمر بن عفان البغدادي قال : أنشدنا أبو خليفة الفضل بن الحباب لنفسه : .
قالوا نراك تطيل الصمت قلت لهم ... ما طول صمتي من عي ولا خرس .
لكنه أحمد الأمرين عاقبة ... عندي وأبعده من منطق شكس .
أأنشر البز فيمن ليس يعرفه ... أو أنشر الدر للعميان في الغلس .
كتب من عندي شيخنا القاضي أبو عبد الله بن الحاج C هذه الأبيات الثلاثة بسندها واستحسنها ونقلها بخطه في بعض كتبه C