روى عن أبي جعفر بن عون الله وأبي عيسى الليثي وأبي زكرياء يحيى بن فطر وأبي عبد الله بن الخراز وأبي عمر أحمد بن خالد التاجر وأبي محمد عبد الله بن قاسم القلعي وأبي عبد الله بن مفرج وغيرهم . وله رحلة إلى المشرق سمع فيها من أبي الفضل أحمد بن محمد المكي وأبي إسحاق الدينوري وغيرهما . حدث عن ابن أخيه محمد بن عبد الله وقال : فضائله جمة لا تحصى قديم الطلب لقي شيوخا جلة وكتب عنهم وسمع منهم بالأندلس وبالمشرق . وحدث عنه أيضا أبو محمد بن خزرج وقال : كان فاضلا حافظا للحديث حسن الفهم ضابطا لما روى منه ثقة ثبتا فيه . وخرج من إشبيلية سنة أربع عشرة وأربع مائة . إلى المشرق وسنه نحو السبعين وتوفي بعسقلان C . وحدث عنه أيضا القاضي أبو بكر بن منظور وأبو حفص الهوزني .
محمد بن حسن بن قاسم بن ديسم المعروف : بابن المغني . صاحب صلاة المرية يكنى : أبا عبد الله .
يحدث عن جماعة من رجال المشرق وغيرهم . وكان قائلا للشعر حدث عنه أبو عبد الله بن عبد السلام الحافظ وأبو عمرو المقرئ والصاحبان وقالا : مولده سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة .
محمد بن يحيى بن عبد الله بن قاسم بن هلال القيسي : من أهل قرطبة يكنى : أبا القاسم . يعرف : بابن الخفارية تولى الحكم بالشرطة بقرطبة . وكان قد تولى القضاء في عدة كور . وكان نبيه البيت قليل العلم . وتوفي في جمادى الأولى سنة إحدى عشرة وأربع مائة . ذكره ابن حيان .
محمد بن يحيى بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن يعقوب بن داود التميمي يعرف : بابن الحذاء : من أهل قرطبة ؛ يكنى : أبا عبد الله .
روى بقرطبة عن أبي عمر أحمد بن نابت التغلبي وأبي عيسى الليثي وأبي بكر ابن القوطية وأبي جعفر بن عون الله وأبي عبد الله بن مفرج وأبي بكر الزبيدي وأبي عبد الله بن الخراز وخطاب بن مسلمة وأبي محمد الباجي وأبي محمد الأصيلي وغيرهم . ورحل إلى المشرق فحج سنة اثنتين وسبعين وثلاث مائة . ولقي بمكة أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد الدينوري وأبا عبد الله البلخي رواية العقيلي وأبا يعقوب يوسف بن أحمد الصيدلاني . ولقي بالمدينة الحسين بن الحسن الكحال ولقي بمصر : أبا القاسم هشام بن محمد بن أبي خليفة رواية الطحاوي وأبا بكر محمد بن علي الأذفوي المقرئ وأبا الطيب بن غلبون المقرئ وأبا القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله الجوهري صاحب المسند فسمعه منه وأبا العلاء بن ماهان سمع منه صحيح مسلم وأبا محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ وغيرهم كثير . ولقي بدمياط : أبا بكر محمد بن يحيى الدمياطي فسمع منه . ولقي بالقيروان : أبا محمد بن زيد الفقيه فسمع منه وأجاز له ما رواه .
قال أبو علي الغساني : كان أبو عبد الله بن الحذاء أحد رجال الأندلس فقها وعلما ونباهة متفننا في العلوم يقظا ممن عني بالآثار وأتقن حملها وميز طرقها وعللها وكان حافظا للفقه بصيرا بالأحكام إلى أن علم الأثر كان أغلب عليه وكانت له خاصة بالقاضي أبي بكر بن زرب ثبتاه وهو ابن بضع عشرة سنة وأدنا مكانه وتفقه معه في الرأي والأحكام وعقد الوثائق وطلب العلم من تاريخ اثنتين وستين وثلاث مائة . ولزم أبا محمد الأصيلي واختص به وانتفع بصحبته .
قال ابنه أبو عمر بن محمد : كان لأبي C علم بالحديث والفقه وعبارة الرؤيا . ومن تأليفه كتاب التعريف بمن ذكر في موطأ مالك بن أنس من النساء والرجال وكتاب الأنباء على أسماء الله وكتاب النشر في تأويل الرؤيا عشرة أسفار وكتاب الخطب وسير الخطباء في سفرين وغير ذلك . واستقضى أبو عبد الله ابن الحذاء ببجانة ثم بإشبيلية وكان مع القضاء في عداد المشاورين بقرطبة . وتولى أيضا خطة الوثائق السلطانية وخرج عن قرطبة في الفتنة واستقر بالثغر الأعلى واستقضى بمدينة تطيلة ثم نقل منها إلى قضاء مدينة سالم وحدث هناك ثم سار إلى سرقطة وتوفي بها يوم السبت قبل طلوع الشمس لأربع خلون من شهر رمضان سنة ست عشرة وأربع مائة . ودفن بباب القبلة على مقربة من قبر حنش بن عبد الله الصنعاني رحمهما الله . وعهد أن يدخل في أكفانه كتابه المعروف بالأنباء على أسماء الله فنثر ورقه وجعل بين القميص والأكفان نفعه الله بذلك