محمد بن عيسى بن فرج بن أبي العباس بن إسحاق التميمي المغامي المقرئ : من أهل طليطلة ؛ يكنى : أبا عبد الله .
لقي أبا عمر المقرئ وعليه اعتمد . وروى عن أبي الربيع سليمان بن إبراهيم وأبي محمد مكي بن أبي طالب المقرئ وغيرهم وكان عالما بالقراءات ووجهوهها ضابطا لها مثقفا لمعانيها إماما ذا دين وفضل . أخبرنا عنه غير واحد من شيوخنا ووصفه بالتجويد والمعرفة .
وكان مولده يوم الجمعة بين الصلاتين لسبع عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة اثنتين وأربع مائة . وتوفي بمدينة إشبيلية في منتصف ذي القعدة من سنة خمس وثمانين وأربع مائة . وحبس كتبه على طلبة العلم الذين بالعدوة . ذكر بعضه ابن مطاهر .
محمد بن إبراهيم بن محمد بن معاذ الشعباني : من أهل جيان ؛ يكنى : أبا عبد الله .
روى عن أبي بكر صاحب الأحباس والدلاي وغيرهما . وكان من أهل المعرفة والذكاء ثاقب الذهن رفيع القدر واستقضى بجيان وتوفي سنة خمس وثمانين وأربع مائة . مصروفا عن القضاء .
محمد بن خلف بن مسعود بن شعيب يعرف : بابن السقاط : من أهل قرطبة وقاضيها ؛ يكنى : أبا عبد الله .
رحل إلى المشرق وحج وسمع من أبي ذر الهروي صحيح البخاري سنة خمس عشرة وأربع مائة . وأجاز له ولقي أبا بكر بن عقال وأخذ عنه كتاب الجوزقي عن مؤلفه وأبا بكر المطوعي ومحمد بن خميس المجاور الأندلسي وغيرهم . وكتب هناك صحيح البخاري وغيره . وصنع الحبر من ماء زمزم . وكان حسن الخط سريع الكتاب ثقة فيما رواه وعني به . وروى بالأندلس عن أبي القاسم خلف بن أبي سرور السرتي والمنذر بن المنذر وأبي عمر الطلمنكي وأبي عمرو المقرئ . وأخذ عن أبي الحسن بن بطال كتابه في شرح البخاري واستقضى بقرطبة وكان محببا إلى أهل بلده وامتحن في آخر عمره وذهبت كتبه وماله وتوفي في سنة خمس وثمانين وأربع مائة . أو نحوها بدانية . ومولده سنة خمس وتسعين وثلاث مائة .
محمد بن عبد الله بن موسى بن سهل الجهني من أهل قرطبة ؛ يكنى : أبا عبد الله ويعرف : بالبياسي .
روى عن أبي عبد الله بن عابد وأبي القاسم حاتم بن محمد وأكثر عنه وكان جاره وعن أبي عبد الله بن عتاب وأبي عمر بن الحذاء : وكان مجتهدا في طلب العلم وسماعه من الشيوخ . سمع منهم كثيرا وقرأ عليهم وصحبهم . وتوفي سنة سبع وثمانين وأربع مائة . اخبرني بوفاته ابنه الحاكم أبو القاسم .
محمد بن ربيعة ؛ يكنى : أبا عبد الله .
كان : من ساكني بلنسية وهو من أهل جزيرة شقر من عملها كان مفتي أهل بلنسية في زمانه مقدما في الشورى حافظا للفقه . وتوفي يوم السبت لخمس بقين من ربيع الآخر سنة سبع وثمانين وأربع ومائة . كتب لي وفاته شيخنا أبو الحسن عبد الجليل المقرئ بخطه .
محمد بن أبي نصر فتوح بن عبد الله الأزدي الحميدي : من أهل جزيرة ميورقة وأصله بن قرطبة من ربض الرصافة منها ؛ يكنى : أبا عبد الله .
روى عن أبي محمد علي بن أحمد بن حزم الظاهري واختص به وأكثر عنه وشهر بصحبته وعن أبي العباس العذري وأبي عمر بن عبد البر وغيرهم . ورحل إلى المشرق سنة ثمان وأربعين وأربع مائة . فحج ولقي بمكة كريمة المروزية وغيرها . وسمع بإفريقية ومصر كثيرا وسمع بالشام والعراق واستوطن بغداد .
من شيوخه أبو بكر الخطيب وأبي نصر بن ماكولا والقاضي أبي بكر بن إسحاق وأبي عبد الله القضاعي وأبي إسحاق الحبال وابن بقا الوراق وجماعة يكثر تعدادهم . أخبرنا عنه من شيوخنا أبو علي الصدفي وأبو الحسن بن سرحان ووصفه أبو علي بالنباهة والمعرفة والإتقان والتدين والورع . قال أبو علي : سمعت أبا بكر بن الخاضبة يقول : ما سمعت الحميدي ذكر الدنيا قط . وذكره الأمير أبو نصر بن ماكولا فقال : أخبرنا صديقنا أبو عبد الله الحميدي وهو من أهل العلم والفضل والتيقظ . وقال : لم أر مثله في عفته ونزاهته وورعه وتشاغله بالعلم