روى عن أبيه أحمد بن مسعود وتفقه عنده وسمع : عمرو أبي عبد الله بن منظور بإشبيلية صحيح البخاري ورحل إلى أبي جعفر بن رزق وتفقه عنده بقرطبة أيضا وكان حافظا للفقه على مذهب مالك وأصحابه جيد الفهم بصيرا بالفتيا عارفا بالشروط وعللها . سمع الناس منه وكانت الدراية أغلب عليه من الرواية . وكان قد شرع في تأليف للوثائق لم يكمله وكان عالي الهمة عزيز النفس فصيح اللسان ثقة فيما رواه وقيده . وتوفي ببلده في ذي الحجة سنة إحدى وخمس مائة . وكان مولده في صفر من سنة أربعين وأربع مائة .
محمد بن عمر بن قطري الزبيدي : من أهل إشبيلية ؛ أبا بكر .
سمع بالأندلس من الباجي والدلاي وابن سعدون ورحل إلى المشرق وسمع من أبي بكر الخطيب ولقي عبد الحق الفقيه وابن باب شاذ وغيرهم .
وكان عالما بالنحو والأصول وسكن إشبيلية ثم انتقل إلى سبتة فسكنها وأخذ عنه بها إلى أن توفي سنة إحدى وخمس مائة .
محمد بن علي بن محمد الطليطلي يعرف : الريوطي ؛ يكنى : أبا عبد الله .
سمع : ومن عبد الرحمن بن سلمة وقاسم بن هلال وأبي الوليد الباجي وغيرهم . وخرج إلى العدوة فسكن فاس مدة ثم سبتة وولي خطابة الموضعين وكان أعمى صالحا وسمع منه بعض الناس . وتوفي بسبتة خطيبا في محرم سنة ثلاث وخمس مائة . أفادنيه أبو الفضل وكتبه لي بخطه .
محمد بن عمر الخزرجي يعرف بن أبي العصافير : من أهل جيان ؛ يكنى : أبا عبد الله .
كان فقيها مبرزا تفقه على أبي مروان بن الكوفة بقرطبة . وله رحلة إلى المشرق لقي فيها عبد الحق بن هارون الفقيه ولم يحج . وشوور في الأحكام . وكان ذا حظ من علم الأصول والأدب وتوفي سنة أربع وخمسمائة . ومولده سنة عشر وأربع مائة .
محمد بن حيدرة بن أحمد بن مفوز المعافري : من أهل شاطبة ؛ يكنى : أبا بكر .
روى عن عمه أبي الحسن طاهر بن مفوز وأبي علي حسين بن محمد الغساني وأكثر عنهما وأخذ أيضا عن أبي مروان بن سراج وأبي عبد الله محمد بن فرج الفقيه وغيرهم . وأجاز له القاضيان أبو عمر بن الحذاء وأبو الوليد الباجي ما روياه . وكان حافظا للحديث وعلله منسوبا إلى فهمه عارفا بأسماء رجاله وحملته متقنا لما كتبه ضابطا لما نقله .
وكان : من أهل المعرفة بالأدب واللغة والعربية والشعر ومعاني الحديث عني بذلك عناية كاملة وأسمع الناس بالمسجد الجامع بقرطبة وأخذوا عنه ولم يزل مقيدا لهم إلى أن توفي في ربيع الآخر سنة خمس وخمس مائة . ودفن بالربض .
وكان مولده سنة ثلاث وستين وأربع مائة . أخبرني بذلك أبو إسحاق صاحبنا وأخبرني الفقيه أبو مروان بن مسرة صاحبنا وكان مختصا به قال : سمعت أبا بكر بن مفوز يقول : كنت أرى في النوم رجلا يضربني بسبع قضبان فتؤلمني فكنت أسأله عن اسمه فيقول : اسمي عبد الملك . فقصدت أبا مروان عبد الملك بن سراج فأخذت عنه سبع دواوين فخرجت الرؤيا .
محمد بن عبد الرحمن بن سعيد النحوي : من أهل قرطبة ؛ يكنى : أبا عبد الله . ويعرف : بابن المحتسب .
أخذ عن أبي محمد بن شعيب المقرئ وأبي مروان بن سراج وغيرهما . وكان مقرئا أديبا حافظا عالما بالأدب واللغة أخذ الناس عنه وتوفي سنة خمس وخمسمائة .
محمد بن عبد الرحمن بن شبرين : من أهل مرجيق من الغرب ؛ يكنى : أبا عبد الله .
أخذ عن القاضي أبي الوليد الباجي كثيرا من روايته وتواليفه وصحبه واختص به . وكان : من أهل العلم والمعرفة والفهم عالما بالأصول والفروع واستقضى بإشبيلية وحمدت سيرته ولم يزل يتولى القضاء بها إلى أن توفي سنة ثلاث وخمسمائة . كتب إلي القاضي أبو الفضل بوفاته وقال لي : قيدتها حين وفاته .
محمد بن إبراهيم بن سعيد بن موسى بن نعم الخلف الرعيني : من أهل تطيلة ؛ يكنى : أبا عبد الله .
سمع بسرقسطة من القاضي أبي الوليد الباجي بعد أن رحل حاجا فسمع بالإسكندرية من أبي الفتح السمرقندي وغيره . ولقي أبا معشر الطبري بمكة وقرأ عليه القرآن بالروايات وتوفي بأور بولة سنة سبع وخمسمائة .
وكان مولده سنة ثلاث وأربعين وأربع مائة . وكان ثقة خيارا C . وقد أخذ عنه بعض أصحابنا .
محمد بن سليمان الكلاعي الكاتب ؛ يكنى : أبا بكر ويعرف : بابن القصيرة . وهو من أهل إشبيلية ورأس أهل البلاغة في وقته