روى عن أبي عبد الله محمد بن فرج وسمع منه ومن أبي علي الغساني وأبي الحسن العبسي وحازم بن محمد وأخذ عن أبيه كثيرا وعن غيرهم . وكان خيرا فاضلا متواضعا عفيفا كثير الذكر لله تعالى سريع الدمعة طويل الصلاة والدعاء صاحب صلاة الفريضة بالمسجد الجامع بقرطبة كثير العمارة من له بيت جلالة ونباهة وفضل وصيانة وشوور في الأحكام بقرطبة . وتوفي C في الثاني عشر من شعبان من سنة سبع وأربعين وخمس مائة . وكان مولده سنة ثمانين وأربع مائة . في المحرم .
محمد بن عبد الله بن محمد بن خيرة : من أهل قرطبة ؛ يكنى : أبا الوليد .
روى عن جماعة من شيوخنا وصحبنا عندهم . وكان من جلة العلماء الحفاظ متفننا في المعارف كلها جامعا لها كثير الرواية واسع المعرفة حافل الأدب وخرج من قرطبة في الفتنة وحج وتوفي بزبيد في شوال من سنة إحدى وخمسين وخمس مائة . وكان مولده فيما أخبرني به سنة تسع وثمانين وأربع مائة .
محمد بن عبد الرزاق بن يوسف الكلبي : من أهل إشبيلية ؛ يكنى : أبا عبد الله .
روى ببلده عن أبي القاسم الهوزني وصحب القاضي الإمام العالم أبا بكر بن العربي شيخنا مدة طويلة ورحل قديما ولقي أبا بكر الطرطوشي وأبا الحسن بن مشرف وأبا عبد الله بن الحطاب وأبا الطاهر السلفي . وانفرد برواية الكامل لابن عدي وقد قرأنا عليه بعضه وناولنا جميعه . وكان فاضلا دينا نبيها عالما بما يحدث ويروي وقد استقضاه شيخنا أبو بكر على مدينة باجة ثم استعفاه فأعفاه إياه .
وتوفي C يوم الأربعاء ودفن عصر يوم الخميس السادس عشر من جمادى الآخرة من سنة ثلاث وستين وخمس مائة . وولد في سنة تسع وسبعين وأربع مائة .
ومن الغرباء .
في أسماء المحمدين القادمين من المشرق .
محمد بن حسين بن محمد بن أسد بن محمد بن إبراهيم بن زياد بن كعب ابن مالك التميمي الطبني الأديب ؛ يكنى : أبا عبد الله .
دخل الأندلس سنة خمس وعشرين وثلاث مائة . ولم يصل إلى الأندلس أشعر منه . وكان واسع الأدب والمعرفة وكان له اتصال بآل عامر وحظوة عندهم وتولى الشرطة بعهدهم . وتوفي في سلخ ذي الحجة سنة أربع وتسعين وثلاث مائة . وشهده المظفر عبد الملك بن أبي عامر في أهل دولته . وصلى عليه ابن فطيس . ذكره ابن حيان وقال : ولد سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مائة .
محمد بن علي بن عبد الله الأموي يعرف بابن الشيخ : من أهل سبتة ؛ يكنى : أبا عبد الله . محدث سبتة في وقته شهر بالخير والصلاح والورع .
رحل إلى الأندلس فأطال المقام بها وسمع من أبي عيسى وهب بن مسرة وابن الخراز وغيرهم . وكانت عنده غرائب وعجائب . وتوفي في حدود أربع مائة . أفادنيه القاضي أبو الفضل بن عياض وكتبه لي بخطه .
محمد بن عيسى بن زوبع ؛ يكنى : أبا بكر .
قال ابن حيان : زوبعة سبتي وأصله من البصرة . وكان من أصحاب بن ذكوان وله في العلم والصرامة قدم صدق أدته إلى المنية . ولاه المظفر قضاء بلده وعمله فحمدت ولايته واتصلت إلى أن سما ابن حمود إلى الخلافة علي بني مروان فقتله في التهمة فيهم سنة إحدى أو اثنتين وأربع مائة . وكانت له رحلة إلى المشرق ومعرفة بالحديث والفقه أفادنيه أيضا عياض وخطه لي بيده .
محمد بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مصعب بن الزبيري ؛ يكنى : أبا البركات .
مولده بمكة سنة سبع وخمسين وثلاث مائة . ودخل العراق وبغداد والشام ومصر وسمع بها . ثم دخل الأندلس وحدث بها عن جماعة منهم : القاضي أبو الحسن علي بن محمد الجراحي ومحمد بن محمد بن جبريل العجيفي وأبو زيد المروزي وأبو القاسم بن الجلاب وأبو بكر الأبهري وأبو الحسن الدارقطني وأبو سعيد الحسن بن عبد الله بن المرزبان السيرافي وأبو الحسن علي بن عيسى الرماني صاحب التفسير وأبو بكر بن إسماعيل الزراع وأبو الطيب بن غلبون وأبو حفص الكتاني المقرئ وأبو الفرج الشنبوذي يروي عن أبي مزاحم الخاقاني قصيدته وأبو القاسم الغراب وأبو أحمد السامري وغيرهم .
حدث عنه الخولاني وذكر من خبره ما تقدم وحدث عنه أيضا ابن حزم والدلاي وأبو محمد ابن خزرج وقال : كان ثقة متحرجا فيما ينقله . وقال : لقيته بإشبيلية وأخذت عنه سنة أربع وثلاثين وأربع مائة . واخبرني أن مولده سنة سبع وأربعين وثلاث مائة . وكان ممتعا C