روى عن أبي محمد عبد الله بن ذنين والقاضي أبي عبد الله بن الحذاء وأبي محمد بن عباس وغيرهم . وكان الأغلب عليه قراءة الآثار وإليها كان يذهب وكان خيرا فاضلا استشهد في الغزاة المعروفة بغزاة فحص مدينة وكانت سنة ثلاث وأربعين وأربع مائة .
موسى بن عبد الرحمن ؛ يعرف : بابن جوشن : من أهل طليطلة .
سمع من محمد بن عمر وعبد الله بن أحمد . وكان خيرا فاضلا له أخلاق حسان وآداب لطيفة حسن اللقاء . كان لا يمر بأحد إلا سلم عليه توفي سنة ثمان وأربعين وأربع مائة . ذكره ابن مطاهر .
موسى بن هذيل بن محمد بن تاجيت البكري من أهل قرطبة ؛ يكنى : أبا محمد يعرف : بابن عبد الصمد .
روى عن أبي عبد الله بن عابد والقاضي يونس بن عبد الله وأبي محمد بن الشقاق وأبي محمد بن دحون وغيرهم . وكان من أهل المعرفة والعلم والحفظ والفهم والفضل والصلاح والتواضع وكان مشاورا في الأحكام بقرطبة وعزم عليه محمد بن جهور أن يوليه القضاء بقرطبة فقال له : أخرني ثمانية أيام حتى استخير الله فأخره فعمي في تلك الأيام فكانوا يرون أنه دعا بذلك على نفسه وأنه كان رجلا صالحا .
وأخبرني أحمد بن عبد الرحمن الفقيه قال : سمعت أبا عبد الله محمد بن فرج الفقيه يقول : قال لي أبو عبد الله بن عابد ؛ ولأبي محمد بن عبد الصمد معا لو رآكما مالك بن أنس C لقرت عينه بكما وتوفي C لإحدى عشرة ليلة خلت لربيع الأول سنة اثنتين وستين وأربع مائة . ودفن بمقبرة ابن عباس وكان مولده سنة أربع وتسعين وثلاث مائة .
وقرأت بخط القاضي عيسى بن سهل توفي ابن أبي عبد الصمد يوم الجمعة وقت الظهر لثمان بقين من ربيع الأول من سنة اثنتين وستين المذكورة .
موسى بن عبد الرحمن بن خلف بن موسى بن أبي تليد : من أهل شاطبة يكنى : أبا عمران .
روى عن أبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري كثيرا من روايته . وكان فقيها مفتيا ببلده أديبا شاعرا دينا فاضلا أنشدنا أبو عمرو زياد بن محمد قال : أنشدنا شيخنا أبو عمران لنفسه : .
حالي مع الدهر في تقلبه ... كطائر ضم رجله شرك .
همته في فكاك مهجته ... يروم تخليصها فتشتبك .
حدث عنه جماعة من أصحابنا ورحلوا إليه ووثقوه . وكتب إلينا بإجازة ما رواه بخطه وتوفي C في ربيع الآخر سنة سبع عشرة وخمسمائة . ومولده سنة أربع وأربعين وأربع مائة .
ومن الغرباء .
موسى بن عيسى بن أبي حاج واسمه يحج الغفجومي الفاسي ؛ يكنى : أبا عمران .
قدم الأندلس طالبا للعلم فسمع بقرطبة من أبي محمد الأصيلي وأبي عثمان سعيد ابن نصر وعبد الوارث بن سفيان وأبي الفضل أحمد بن قاسم البزاز وغيرهم .
قال أبو عمر بن عبد البر : وكان صاحبي عندهم وأنا دللته عليهم . ورحل إلى المشرق فحج حججا وأخذ القراءة عرضا عن أبي الحسن علي بن عمر الحمامي المقرئ وغيره وسمع بمكة ومصر والقيروان . وتوجه إلى بغداد سنة تسع وتسعين وثلاث مائة . وأقرأ بها القرآن أشهرا وشاهد مجلس القاضي أبي بكر بن الطيب ثم انصرف إلى القيروان وأقرأ الناس بها مدة ثم ترك الإقراء ودارس الفقه وسمع بها الحديث .
قرأت بخط أبي علي الغساني أخبرني أبو القاسم أحمد بن سليمان بن خلف بن سعد الباجي قال : أخبرني أبي Bه أن الفقيه أبا عمران الفاسي مضى إلى مكة وكان قرأ على أبي ذر شيئا فوافق أبا ذر في السراة موضع سكناه . فقال لخازن كتبه : أخرج إلي من كتبه كتابا كذا . وكذا أنتسخه ما دام هو غير حاضر فإذا حضر قرأته عليه . فقال الخازن : أما أنا فلا أجترئ على مثل هذا ولكن هذه المفاتيح إن شئت أنت فخذها وافعل ذلك فأخذها الفقيه أبو عمران وفتح وأخرج ما أراد فسمع الشيخ أبو ذر بالسراة بالأمر فركب وطرق على مكة وأخذ كتبه وأقسم ألا يحدثه . فلقد أخذت أن أبا عمران كان بعد ذلك إذا حدث عن أبي ذر شيئا مما كان حدثه قبل يورى عن اسمه ويقول : أخبرني أبو عيسى . وذلك أن أبا ذر كان تكنيه العرب بأبي عيسى لأنه كان له ابن يسمى عيسى والعرب إنما تكني الرجل باسم ابنه