روى ببلده عن أبي الحسن علي بن معاوية بن مصلح وأبي بكر أحمد بن موسى وأحمد بن خلف المديوني وأبي محمد عبد الله ابن القاسم بن مسعدة وأبي سليمان أيوب ابن حسين قاضي مدينة الفرج وأبي محمد عبد الله بن قاسم بن محمد القلعي وغيرهم . ورحل إلى المشرق فحج وأخذ عن أبي بكر أحمد بن محمد الطرسوسي وأبي عبد الله محمد ابن إبراهيم البلخي . وأخذ بمصر عن الحسن بن رشيق وأبي بكر بن إسماعيل وعبد الغني بن سعيد . ولقي بالقيروان أبا محمد بن أبي زيد وأبا الحسن القابسي وأخذ عنهما وكان رجلا صالحا قديم الطلب للعلم كثير الكتب راويا لها موثقا فيها . وكان ينسب إلى غفلة كثيرة وتوفي سنة ثلاث وعشرين وأربع مائة . وكان مولده سنة أربعين وثلاث مائة . نقلت ذلك من خط أبي علي .
مختار بن عبد الرحمن بن سهر الرعيني : من أهل قرطبة ؛ يكنى : أبا الحسن .
كان جامعا لفنون من العلم والمعرفة وسمع من القاضي يونس بن عبد الله وغيره . واستقضى بالمرية فأحسن السيرة واستقل بالحكم . وتوفي بقرطبة وقد قدمها من المرية زائرا لبعض أهله منتصف جمادى الأولى سنة خمس وثلاثين وأربع مائة . ومولده في أحد الجمادين سنة ثلاث وتسعين وثلاث مائة .
معوز بن داود بن دلهاث الأزدي التاكرني الزاهد من حفرة وندة ؛ يكنى : أبا عمرو .
أخذ عن مسلمة بن القاسم وعن أبي محمد زياد وهشام بن محمد بن سليمان الطليطلي وجماعة غيرهم . وكان مفتيا جليلا وعابدا مجتهدا وعالما يكثر من الحديث .
وكان من أهل الخير والصلاح والزهد والورع والتواضع . وعني بالعلم والأثر وكان مجاب الدعوة . وقد حدث عنه القاضي يونس بن عبد الله وأبو عبد الله محمد بن عتاب الفقيه وغيرهما . قال ابن خزرج : وتوفي للنصف من جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين وأربع مائة . وله بضع وثمانون سنة .
ملوك البجاني أدب أولاد الأئمة والعلماء . وكان مجاب الدعوة أتاه بعض جيرته في عام مسغبة يسأله دعوة فقال له : بت الليلة قال : فلما جن الليل سمعته يقول بصوت خفي : اللهم إن هذا أتاني يرجو أن تكون لي دعوة مجابة فتقبل اللهم صالح الدعاء وأغثنا بغيث السماء يا من له الأسماء الحسنى والصفات العليا . قال : فمطروا بتلك الليلة ورحموا . توفي قريبا من الأربع مائة . ذكره ابن مدير .
معاذ بن عبد الله بن طاهر البلوي : من أهل إشبيلية ؛ يكنى : أبا عمرو .
روى عن ابن القوطية والرباحي وغيرهما . وكان عالما باللغة والعربية بارعا في الآداب قديم الطلب . وتوفي سنة ثمان عشرة وأربع مائة . ومولده سنة اثنتين وأربعين وثلاث مائة . ذكره ابن خزرج .
مسلم بن أحمد بن أفلح النحوي الأديب : من أهل قرطبة ؛ يكنى : أبا بكر .
روى عن أبي عمر بن أبي الحباب النحوي وأبي محمد بن أسد وأبي القاسم عبد الرحمن بن أبي زيد المصري . قال ابن مهدي : كان رجلا جيد الدين حسن العقل متصاونا لين العريكة واسع الخلق مع نبله وبراعته وتقدمه في علم العربية واللغة راوية للشعر وكتب الآداب . كان لتلاميذه كالأب الشفيق ؛ والأخ الشقيق مجتهدا في تبصيرهم متلطفا في ذلك سنيا ورعا وافر الحظ من علم الاعتقادات سالكا فيها طريق أهل السنة يقصر اللسان عن وصف أحواله الصالحة . ولد سنة ست وسبعين وثلاث مائة . قال الطبني : توفي لثمان خلون لشعبان من سنة ثلاث وثلاثين وأربع مائة . زاد ابن حيان : ودفن بمقبرة أم سلمة عشي يوم الجمعة وقال : كان إمام مسجد السقا وكان متنسكا فاضلا .
المهلب بن أحمد بن أبي صفرة بن أسيد الأسدي : من أهل المرية ؛ يكنى : أبا القاسم .
سمع بقرطبة : من أبي محمد الأصيلي ورحل إلى المشرق وروى عن أبي ذر الهروي وأبي الحسن علي بن فهر وأبي الحسن علي بن محمد بن دار القزويني وأبي الحسن القابسي وغيرهم .
حدث عنه أبو عمر بن الحذاء وقال : كان أذهن من لقيته وأفصحهم وأفهمهم . وحدث عنه أيضا أبو عبد الله بن عابد وحاتم بن محمد وغيرهما كثير .
وكان : من أهل العلم والمعرفة والذكاء والفهم من أهل التفنن في العلوم والعناية الكاملة بها وله كتاب في شرح البخاري أخذه الناس عنه واستقضى بالمرية