روى بسرقسطة عن أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي وأبي محمد عبد الله ابن محمد بن إسماعيل وغيرهما . وسمع ببلنسية : من أبي العباس العذري وسمع بالمرية : من أبي عبد الله محمد بن سعدون القروي وأبي عبد الله بن المرابط وغيرهما . ورحل إلى المشرق أول محرم سنة إحدى وثمانين وأربع مائة في البحر وحج من عامه ولقي بمكة أبا عبد الله الحسين بن علي الطبري إمام الحرمين وأبا بكر الطرطوشي وغيرهما ثم صار إلى البصرة فلقي بها أبا يعلى المالكي وأبا العباس الجرجاني وأبا القاسم ابن شعبة وغيرهم .
وخرج إلى بغداذ فسمع بواسط من أبي المعالي محمد بن عبد السلام الأصبهاني وغيره . ودخل بغداذ يوم الأحد السادس عشرة من جمادى الآخرة سنة اثنتين وثمانين فأطال الإقامة بها خمس سنين كاملة . وسمع بها من أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون مسند بغداذ ومن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي وأبي محمد رزق الله ابن عبد الوهاب التميمي وأبي الفوارس طراد بن محمد الزينبي وأبي عبد الله الحميدي وتفقه عند الفقيه أبي بكر الشاشي وغيره .
وسمع : من جماعة سواهم من رجال بغداذ ومن القادمين عليها أيام كونه بها ثم رحل عنها في جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين فسمع بدمشق : من أبي الفتح نصر ابن إبراهيم المقدسي وأبي الفرج سهب بن بشر الإسفرايني وغيرهما . وسمع بمصر : من القاضي أبي الحسن علي بن الحسين الخلعي وأبي العباس أحمد بن إبراهيم الرازي وأجاز له بها أبو إسحاق الحبال مسند مصر في وقته ومكثرها .
وسمع بالإسكندرية : من أبي القاسم مهدي بن يونس الوراق ومن أبي القاسم شعيب بن سعيد وغيرهما .
ووصل إلى الأندلس في صفر من سنة تسعين وأربع مائة وقصد مرسية فاستوطنها وقعد يحدث الناس بجامعها ورحل الناس من البلدان إليه وكثر سماعهم عليه . وكان عالما بالحديث وطرقه عارفا بعلله وأسماء رجاله ونقلته يبصر المعدلين منهم والمجرحين وكان حسن الخط جيد الضبط وكتب بخطه علما كثيرا وقيده . وكان حافظا لمصنفات الحديث قائما عليها ذاكرا لمتونها وأسانيدها ورواتها وكتب منها صحيح البخاري في سفر وصحيح مسلم في سفر . وكان قائما على الكتابين مع مصنف أبي عيسى الترمذي . وكان فاضلا دينا متواضعا حليما وقورا عاملا عالما . واستقضى بمرسية ثم استعفى عن القضاء فأعفى وأقبل على نشر العلم وبثه وكتب إلينا بإجازة ما رواه بخطه في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وخمس مائة وهو أجل من كتب إلينا من شيوخنا ممن لم القه .
أخبرنا القاضي أبو علي هذا مكاتبة بخطه وقرأته على القاضي أبي بكر محمد بن عبد الله الناقد قالا : أنشدنا الشيخ الصالح أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي ببغداد قال : أنشدنا أبو عبد الله محمد بن علي الصوري لنفسه : .
قل لمن أنكر الحديث وأضحى ... عائبا أهله ومن يدعيه .
أبعلم تقول هذا ابن لي ... أم بجهل فالجهل خلق السفيه .
أيعاب الذين هم حفظوا الدي ... ن من الترهات والتمويه .
وإلى قولهم وما قد رووه ... راجع كل عالم وفقيه .
واستشهد القاضي أبو علي C في وقعة قتندة بثغر الأندلس يوم الخميس لست بقين من ربيع الأول من سنة أربع عشرة وخمس مائة . وهو يومئذ من أبناء الستين C وغفر له .
ومن الغرباء .
حسين بن محمد بن سلمون المسيلي يكنى : أبا علي .
أصله من العدوة وولاه سليمان بن حكم أمير البرابرة الشورى بقرطبة . وكان حسن التفقه وقد نوظر عليه في المسائل وكان لا يحسن سواها وكان عفيفا متواضعا وتوفي في آخر شوال سنة إحدى وثلاثين وأربع مائة ودفن بمقبرة العباس وصلى عليه القاضي المصروف أبو بكر بن ذكوان .
الحسين بن الحسن بن أحمد بن الفتح الدمياطي الواعظ يكنى : أبا عبد الله .
قدم الأندلس وحدث بطليطلة عن أبي إسحاق الشيرازي الفقيه وأبي بكر الخطيب وغيرهما . ثم صار إلى بطليوس ولقيه بها أبو علي الغساني وأخذ عنه سنة ثلاث وسبعين وأربع مائة وأخبرنا عنه غير واحد ممن لقيناه