قال أبو علي : سمعت أبا مروان بن حيان يقول : التهنية بعد ثلاث استخفاف بالمودة والتعزية بعد ثلاث إغراء بالمصيبة . وتوفي ليلة الأحد لثلاث بقين من ربيع الأول سنة تسع وستين وأربع مائة ودفن يوم الأحد بعد صلاة العصر بمقبرة الربض . وموله سنة سبع وسبعين وثلاث مائة . ذكر ذلك أبو علي الغساني ووصفه بالصدق فيما حكاه في تاريخه .
وقرأت بخط أبي جعفر أحمد بن عبد الرحمن قال : أخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عون قال : كان أبو مروان بن حيان فصيحا في كلامه بليغا فيما يكتبه بيده وكان لا يعتمد كذبا فيما يحكيه في تاريخه من القصص والأخبار . قال : ورأيته في النوم بعد وفاته مقبلا إلي فقمت إليه وسلم علي وتبسم في سلامه وقلت له : ما فعل بك ربك فقال : غفر لي . فقلت له فالتاريخ الذي صنعت ندمت عليه فقال : أما والله لقد ندمت عليه إلا أن الله D بلطفه عفى عني وغفر لي .
ومن تفاريق الأسماء .
حبيب بن أحمد بن محمد بن نصر بن غره سان مولى الإمام هشام بن عبد الرحمن بن معاوية ؛ المعروف : بالشطجيري الشاعر الأديب : من أهل قرطبة ؛ يكنى أبا : عبد الله .
روي عن أبي علي البغداذي وقاسم بن أصبغ . وروى عن ثابت بن قاسم بن ثابت كتاب الدلائل في شرح غريب الحديث وأخذ أيضا عن أبي بكر بن القوطية وغيره ودون شعر يحيى بن حكم الغزال ورتبه على الحروف . ذكره أبو إسحاق بن شنظير وقال : مولده في شوال سنة أربع وعشرين وثلاث مائة وروي عنه أيضا أبو عمر المقرىء وقاسم بن هلال قال ابن عتاب : وخرج من قرطبة سنة أربع وأبع مائة . وهو ابن ثمانين سنة .
حيون بن خطاب بن محمد : من أهل تطيلة ؛ يكنى : أبا الوليد .
يروي عن أبي العاصي حكم بن إبراهيم المرادي وأبي محمد بن أرفع رأسه وسهل بن إبراهيم الأستجي وأبي محمد الأصيلي وأبن الهندي وأبن العطار وغيرهم كثيرا ورحل إلى المشرق وحج ولقي الداودي والقابسي والبراذعي وغيرهم وله كتاب جمع فيه رجال رجاله الذين لقيهم . حدث عنه أبو عبد الله محمد بن سمعان الثغري وغيره .
حنظلة بن عبد الرحمن بن حنظلة الأموي ؛ يكنى : أبا القاسم .
روى عن أبي حفص عمر بن محمد الجمحي وغيره . حدث عنه الصاحبان . وتوفي سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة .
حسان بن مالك بن أبي عبدة : من أهل قرطبة يكنى : أبا عبدة .
روى عن أبي بكر الزبيدي وأبي عثمان بن القزاز وغيرهما . وكانت من جلة الأدباء وعلمائهم . روى عنه أبو مروان الطبني وقال : توفي في شوال سنة ست عشرة وأربع مائة .
حمام بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن أكدر بن حمام بن حكم بن سليمان ابن عبد الرحمن بن صالح الأطروش : من أهل قرطبة يكنى : أبا بكر .
ذكره أبو محمد بن حزم وقال : كان واحد عصره في البلاغة وفي سعة الرواية ضابطا لما قيد . روى عن أبي محمد الباجي وابن عائذ وابن مفرج فأكثر . شديد الانقباض لا أدي أحدا سلم من الفتنة سلامته مع طول مدته فيها فما شارك قط فيها بمحضر ولا بيد ولا بلسان مع ذكائه وحزمه وقيامه بكل ما يتولى . حسن الخط قويا على النسخ ينسخ من نهاره نيفا وعشرين ورقة حسن الشعر حسن الخلق فكه المحادثة ولي قضاء يابرة وشنترين والاشبونة وسائر الغرب أيام المظفر وأخيه . ودولة المهدي وسليمان والمؤيد . وتوفي C بقرطبة . في رجب سنة إحدى وعشرين وأربع مائة . ودفن بالربض وصلى عليه القاضي يونس بن عبد الله وكان مولده سنة سبع وخمسين وثلاث مائة .
حماد بن عمار بن هاشم الزاهد : من أهل قرطبة يكنى : أبا محمد .
روى عن أبي عيسى الليثي وغيره وكانت له رحلة إلى المشرق حج فيها ولقي بالقيروان أبا محمد بن أبي زيد الفقيه وروى عنه وأبا القاسم الجوهري وغيرهما . وكان رجلا صالحا زاهدا ورعا شهر بالخير والصلاح وإجابة الدعوة . وكان الناس يقصدون إليه ويستنفرونه الدعاء ويتبركون بلقائه ورؤيته . ودعاه علي بن حمود إلى قضاء قرطبة فصرف الرسول على عقبيه وانتهره . ولم يعرض له علي بعد ذلك .
وخرج إلى طليلطة فاستوطنها إلى أن توفي بها سنة إحدى وثلاثين وأربع مائة . وكان قد ينف على مائة عام . حدث عنه حاتم بن محمد وغيره . ذكر تاريخ وفاته وبعض خبره ابن مطاهر . وقال ابن حيان توفي في ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وأربع مئة .
حمد بن حمدون بن عمر القيسي : من أهل قرطبة يكنى : أبا شاكر