ذكره الحميدي وقال : أنا عنه بعض أصحابنا بالأندلس قال : كان بسوسة إفريقية رجل أديب شاعر وكان يهوى غلاما جميلا من غلمانها وكان كلفا به وكان الغلام يتجنى عليه ويعرض عنه . قال : فبينا هو ذات ليلة يشرب وحده على ما أخبر عن نفسه وقد غلب عليه غالب من السكر إذ خطر بباله أن يأخذ قبس نار ويحرق عليه داره لتجنيه عليه . فقام من حينه وأخذ قبسا فجعله عند باب الغلام فاشتعل نارا واتفق أن رءآه بعض الجيران فبادروا النار بالإطفاء فلما أصبحوا نهضوا إلى القاضي فاعلموه فاحضره القاضي وقال له : لأي شيء أحرقت باب هذا فأنشأ يقول : .
لما تمادى على بعادي ... وأضرم النار في فؤادي .
ولم أجد من هواه بدا ... ولا معينا على السهاد .
حملت نفسي على وقوفي ... ببابه حملة الجواد .
فطار من بعض نار قلبي ... أقل في الوصف من زناد .
فأحرق الباب دون علمي ... ولم يكن ذاك عن مرادي .
قال : فاستطرفه القاضي وتحمل عنه ما أفسد وأخذ عليه ألا يعود وخلي سبيله أو كما قال .
من اسمه سعيد .
سعيد بن نصر بن عمر بن خلفون : من أهل أستجة يكنى : أبا عثمان .
سمع بقرطبة : من قاسم بن أصبغ وغيره . ورحل إلى المشرق ودخل بغداذ فسمع : من أبي علي بن الصواف وإسماعيل الصفار وأبي بكر أحمد بن كامل ابن شجرة . وله سماع من أبي سعيد بن الأعرابي ومن جماعة كثيرة وكان صاحبا لأبي عبد الله بن مفرج هنالك . وكان حافظا للحديث .
وتوفي ببخاري يوم الأربعاء لإحدى عشرة ليلة خلت من شعبان سنة خمسين وثلاث مائة . ذكره غنجار في تاريخ بخاري .
سعيد بن عثمان بن أبي سعيد : من أهل بطليوس .
سمع بقرطبة من : قاسم بن أصبغ ووهب بن مسرة وغيرهما . وكان له بصر بالحساب والعربية ومعرفة الشعر وتقلد قضاء بطليوس ولم تحمد ولايته وتقلد الشرطة . ثم صرف عن ذلك . وتوفي مخمولا سنة تسع وثمانين وثلاث مائة . ذكره ابن حيان .
سعيد بن عمر : من أهل مدينة الفرج .
روى عن وهب بن مسرة وغيره . وسمع بقرطبة من أبي بكر بن الأحمر وغيره .
حدث عن الصاحبان وقالا : توفي في نيف وثمانين وثلاث مائة بالمشرق . ومولده سنة سبع عشرة وثلاث مائة . وحدث عنه أيضا أبو محمد بن ذنين .
سعيد بن يمن بن محمد بن عدل بن رضا بن صالح بن عبد الجبار المرادي : من أهل مكادة يكنى : أبا عثمان .
روى عن وهب بن مسرة وعبد الرحمن بن عيسى وغيرهما . وتوفي يوم الجمعة لخمس بقين من ذي القعدة سنة تسع وثمانين وثلاث مائة . حدث عنه الصاحبان . وكان رجلا فاضلا .
سعيد بن عثمان بن أبي سعيد بن محمد بن سعيد بن عبد الله بن يوسف ابن سعيد البربري اللغوي يعرف بابن القزاز ويلقب بلحية الذبل : من أهل قرطبة يكنى : أبا عثمان .
روى عن قاسم بن أصبغ ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم ووهب بن مسرة وسعيد بن جابر الإشبيلي ومحمد بن محمد بن عبد السلام الخشني ومحمد بن عيسى ابن رفاعة وأحمد بن بشر بن الأغبس وسعيد بن فحلون والحبيب بن أحمد وابن عبد البر صاحب التاريخ وأبي عمر بن الشامة . وإسماعيل بن بدر وأبي علي البغداذي وأبي محمد بن عثمان وخالد بن سعد وأجاز له جميعهم جميع ما رووه . وقرأت هذا كله بخط أبي إسحاق بن شنظير وقال : مولده سنة خمس عشرة وثلاث مائة .
قال أبو عمر بن عبد البر : كان أبو عثمان هذا كاتبا لابن يعلى وتوفي سنة أربع أو خمس وتسعين وثلاث مائة . وذكره الخولاني وقال : كان من أهل الأدب البارع مقدما فيه لغويا قال : وتذاكرنا يوما الهرم وكبر السن وكان قد ضعف واسن وقارب الثمانين سنة فانشدها لبعضهم : .
أصبحت لا يحمل بعضي بعضا ... كأنما كان شبابي قرضا .
إذا هممت للقيام نهضا ... حنوت ظهري وادعمت أرضا