قال أبو بكر : محمد بن موسى بن فتح يعرف بابن الغراب : دخلت يوما على أبي عثمان بن القزاز وهو يعلق فقلت له : رأيت الساعة في توجهي إليك القاضي والوزراء والحكام والعدول قد نهضوا بجمعهم إلى حيازة الجنة المعروفة بربنالش وهبها هشام للمظفر بن أبي عامر . قال : فقال لي ابن القزاز : إن هشاما لضعيف . هذه الجنة المذكورة هي أول أصل اتخذه عبد الرحمن بن معاوية وكان فيها نخلة أدركتها بسنى ومنها توالدت كل نخلة بالأندلس قال : وفي ذلك يقول عبد الرحمن ابن معاوية وقد تنزه إليها فرأى تلك النخلة فحن : .
يا نخل أنت غريبة مثلي ... في الغرب نائية عن الأصل .
فابكى وهل تبكي مكممة ... عجماء لم تطبع على ختل .
لو أنها تبكي إذا لبكت ... مآء الفرات ومنبت النخل .
لكنها ذهلت وأذهلني بع ... ض بني العباس عن أهلي .
وكان أبو عثمان لهذا حافظا للغة والعربية حسن القيام بها ضابطا لكتبه متقنا في نقله . وله كتاب في الرد على صاعد بن الحسن اللغوي البغداذي ضيف محمد بن أبي عامر مناكير كتابه في النوادر والغريب المسمى بالفصوص وأكثر التحامل عليه فيه . وكانت له عناية بالحديث ورواية عالية عن قاسم بن أصبغ وغيره . وكان ثقة .
وكان : من أجل أصحاب أبي علي البغداذي ومن طريقه صحت اللغة بالأندلس بعد أبي علي ومن طريق ابن أبي الحباب وأبي بكر الزبيدي . وفقد أبو عثمان في وقعة قنتيش ولم يوجد حيا ولا ميتا يوم السبت للنصف من ربيع الأول سنة أربعمائة . كذا ذكر ابن حيان وغيره . والذي ذكره أبو عمر بن عبد البر في وفاة هذا الشيخ وهم منه C .
سعيد بن نصر بن أبي الفتح مولى أمير المؤمنين عبد الرحمن بن محمد C : من أهل قرطبة يكنى : أبا عثمان .
روى عن قاسم بن أصبغ وأحمد بن دحيم وابن الأحمر وأحمد بن مطرف وأحمد بن مسور وغيرهم . قال الخولاني : كان من أهل الرواية والاجتهاد والدراية بطلب العلم والحديث وتجويد الكتب والمقابلة بها وتصحيحها . يلجأ إليه فيها ويعارض بها . قال : وتوفي أبو عثمان يوم السبت في ذي الحجة بعد الأضحى بيومين سنة خمس وثلاث مائة .
قال أبو عمر بن الحذاء : كان شيخا فاضلا عالما بالآداب حسن الضبط لروايته مقيدا لكتبه ثقة في قاسم بن أصبغ وغيره . ولد في شهر رمضان سنة خمس عشرة وثلاث مائة . وتوفي يوم الأربعاء لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة خمس وتسعين وثلاث مائة .
سعيد بن يوسف بن يونس الأموي : من أهل قلعة أيوب يكنى : أبا عثمان .
له رحلة إلى المشرق روى فيها عن أبي بكر محمد بن عمار الدمياطي وأبي إسحاق إبراهيم بن أبي غالب المصري وأبي حفص بن عراك وأبي محمد بن الضراب وأبي بكر بن إسماعيل وأبي القاسم بن خيران وأبي محمد بن النحاس وغيرهم .
حدث عنه الصاحبان وأبو عبد الله بن عبد السلام الحافظ وقال : توفي في عقب ذي الحجة سنة سبع وتسعين وثلاث مائة .
سعيد بن محمد بن سيد أبيه بن مسعود الأموي البلدي : من بلدة من عمل رية يكنى : أبا عثمان .
رحل إلى المشرق سنة خمسين وثلاث مائة وحج سنة إحدى وخمسين ولقي أبا بكر محمد بن الحسين الآجري وقرأ عليه جملة من تواليفه وأبا الحسن محمد بن نافع الخزاعي وقرأ عليه فضائل الكعبة من تأليفه وأقام بمكة نحو العام .
وسمع بمصر : من أبي بكر بن أبي طنة والحسن بن رشيق ومحمد بن القاسم ابن شعبان وحمزة بن محمد وغيرهم . وقال : سكنت مصر نحوا من سبعة أعوام . ولقي بالقيروان على بن مسرور وأبو العباس تميم بن محمد وغيرهما .
ذكره الخولاني وقال : كان رجلا صالحا متبتلا متقشفا يلبس الصوف .
وكان كثير الرباط والجهاد في الثغور . قال : وأجاز لنا جميع روايته في شوال سنة سبع وتسعين وثلاث مائة . وقال غيره : مولده في عقب سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة .
سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الأموي : من أهل قرطبة يكنى : أبا عثمان . وهو : والد الحافظ أبي عمرو المقرىء .
حدث عنه ابنه أبو عمرو بحكايات عن شيوخه .
سيعد بن سيد بن سعيد الحاطبي : من أهل إشبيلية من ولد حاطب ابن أبي بلتعة يكنى : أبا عثمان