قال قتادة وبلغنا أن أبا الدرداء نظر الى رجل يضحك في جنازة فقال أما كان فيما رأيت من هول الموت ما يشغلك عن الضحك قال عبد الله بن المبارك أخبر صالح المزي عن بديل قال كان مطرف يلقي الرجل من خاصة إخوانه في الجنازة فعسى أن يكون كان غائبا عنه فما يزيده على التسليم ثم عرض اشتغالا بما هو فيه .
وفي كتاب الأحياء قال كان اسيد بن حضير يقول ما شهدت جنازة فحدثت نفسي بشيء سوى ما هو مفعول به وما هو صائر اليه وقال الأعمش كنا نشهد الجنائز فلا ندري من نعزي لحزن الجميع وقال ثابت البناني كنا نشهد الجنازة فلا نرى إلا مقنعا باكيا وقال أبو حامد فهكذا كان خوفهم من الموت والآن لا تنظر جماعة يحضرون جنازة إلا وأكثرهم يضحكون ويلهون ولا يتكلمون إلا في ميراثه وما خلفه لورثته ولا يتفكر أقرانه وقرابته إلا في الحيلة التي يتناول بها بعض ما خلفه .
25 .
- فصل في البدع في مناسك الحج .
وقد ابتدع في مناسك الحج أشياء فبيحة وترك سنن صحيحة سنبن ذلك في كتاب المناسك إن شاء الله تعالى وقد ذكر الشيخ التقي الامام أبو عمرو بن الصلاح رضى الله عنه جملة منها في مناسكه الذي صنفه فقال بعد ذكر الطواف ودخول البيت وقد ابتدع من قريب بعض الفجرة المحتالين في الكعبة المكرمة