غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب .
فتقربوا من باب مغفرته بالتوبة والعمل المرضي عنده وتباعدوا عن باب عقابه بترك معاصيه وخافوه خوف عالم بعظمته وقدرته وأضمروا الرجاء به رجاء موقن بكرمه وعميم إحسانه فإن رجاء المؤمن بقدر خوفه حتى لو وزنا لما زاد أحدهما عن الآخر المصير إلى الله والرجوع إليه وكل يعود إلى معدنه ويستوفي أجله وتعود عليه المسألة قال تعالى منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى .
هذه الحبة التي تأكلونها نبتت بتراب مثلكم كان لهم قوة وبأس شديد ذهبوا وبانوا وكأنهم ما كانوا .
هذا تراب لو تفكره الفتى ... لرأى عليه من الجباه بساطا .
وكأنما ذراته لو ميزت ... صيغت لألسنة الأولى أسفاطا .
خذوا العبرة .
ندوس ألسنا وجباها وخدودا وشفاها فاعتبروا يا أولي الأبصار