ومن لم يشتغل بكل ذلك حاملا شدة الطريق معرضا عن لذائذه وصل إلى المقصود .
وكذلك سالك الطريق إلى الله إن صرفته صعوبة الأحوال عن محول الأحوال وقلبته سكرة إقبال الخلق عن مقلب القلوب فقد فاته الغرض وبقي دون مقصوده وانقطع بلا ريب .
وإن ترك عقبات الطريق حلوها ومرها وراء ظهره فقد فاز فوزا عظيما .
أي سادة أنا بايعت الله على عرفات على ترك الغرض والنفس والمال ناجى بعض الرجال ربه في المنام فقال يا رب دلني كيف أصل إليك فجاءه الجواب اخلع نفسك وتعال .
ذهب موسى عليه السلام يطلب قابلة لزوجته الطاهرة وهي تعالج الطلق فقال لأهله إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى خبرا من ذي هدى يرشدني كيف أصنع لجلب القابلة فلما أتاها نودي يا موسى إني أنا ربك فاخلع نعليك نفسك وزوجتك إنك بالواد المقدس عن رؤية الزوجة والنفس .
الدين الخالص .
أي سادة واديكم المسجد إذا دخلتم المسجد فاخلعوا نعال الغيرية فإن العبد يناجي ربه في الصلاة فلينظر كيف يناجي ربه