العادة والموقوفين مع تقليد الآباء والمعلمين الذين لم يستضيئوا بنور اليقين فلا تعرف قط لوحا إلا من خشب ولا قلما إلا من قصب ولا يدا إلا من لحم وعصب ولا كاتبا إلا جسما مصورا فلا تطمع في فهم شيء مما أشرنا إليه فإنك لست من أهله إذ قد سلكت مذهب المحجوبين الذين غلبت عليهم ظلمة الأجسام فلم يعرفوا غير الأجسام وتوابع الأجسام ودخلت تحت ظل الجسم ذي الأبعاد الثلاثة وهي الطول والعرض والسمك فهي ثلاث شعب مظلمة لأنك حصرت جميع المعلومات تحت الحس وأنكرت ما وراء الشاهد مما لا يدخل تحت الكمية والمقدار ولا ينقسم بالمساحات والأقطار وهو العالم المتسع الذي الأجسام منه بمنزلة الظل من الشخص فهو العالم الشريف الذي من تلقائه يتنزل الأمر والقدر .
الذين يتدبرون الحكمة .
فانتبه أيها المغرور بظواهر الصور فإنك من الله سبحانه على غرر وما انطلقت إليه ووليت نحوه من ظاهر التشبيه والتجسيم يوم يستظل بمنته من عذاب الله سبحانه إذا سألك عن معتقدك لا يظلك من عذابه ولا ينجيك من لهب ناره إذ قد عطلت ملكوت الله سبحانه واستعجزت قدرة الله D وجهلت حكمة الله ولم تتدبر آيات الله بل اتخذتها هزؤا ولم تؤمن بالغيب بل كذبت بما لم تحط بعلمه وأوقفت حقائق الأشياء على علمك الناقص وتخيلك الفاسد