بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم .
وأنت محجوب بالأجسام عن مبدع الأجسام كما حجب الذين أنكروا عند رؤية الأجسام وجود شيء زائد على الأجسام به ظهرت الأجسام وتجلت الألوان والأشكال لأنهم لم يحيطوا بعلم النور ولا تحققوا أنه اختفى في الأجسام لشدة ظهوره فيها واحتجب عن أعين الناظرين لإشراق أنواره عليها .
ولكن أيها المسكين أفلا ينظرون إلى التفرقة بين النور المظهر والجسم المظهر عند مفارقة النور للمبصرات حين بقيت مظلمة لا تظهر فلا أمكنهم الجحود ولا وسعهم التكذيب كذلك أنت .
القول في الروح .
إيش تقول في الروح إنها هي الجسم بعينه أو شيء يزيد على الجسم بها تدبيره وتصريفه وما أظن أنه يسعك إنكار كونها غير الجسم وإنها مدبرة الجسم وغير الجسم لا يكون جسما .
فإن قلت هي جسم ألطف من هذا مستودعة في باطن هذا الجسم جعلت الأجسام تتداخل وقلت بالحلول وأبطلت فائدة التفرقة بين الروح والجسم وكذبت الخبر الصحيح إن الله خلق الأرواح قبل الأجسام بألفي عام