$ فصل .
وإذا كانت شهادة الله تتضمن بيانه للعباد و دلالته لهم و تعريفهم بما شهد به لنفسه فلا بد أن يعرفهم أنه شهد فان هذه الشهادة أعظم الشهادات و إلا فلو شهد شهادة لم يتمكن من العلم بها لم ينتفع بذلك و لم تقم عليهم حجة بتلك الشهادة كما أن المخلوق إذا كانت عنده شهادة لم يبينها بل كتمها لم ينتفع أحد بها و لم تقم بها حجة .
رولهذا ذم سبحانه من كتم العلم الذي أنزله و ما فيه من الشهادة كما قال تعالى ( و من اظلم ممن كتم شهادة عنده من الله ) أي عنده شهادة من الله و كتمها و هوالعلم الذي بينه الله فإنه خبر من الله و شهادة منه بما فيه .
وقد ذم من كتمه كما كتم بعض أهل الكتاب ماعندهم من الخبر و الشهادة لابراهيم و أهل بيته و كتموا إسلامهم و ما عندهم من الأخبار بمثل ما أخبر به محمد صلى الله عليه و سلم و بصفته و غير ذلك قال تعالى ( ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات و الهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ) و قال