فإن قلت : فقد تقول في ندبة زيد ( وا أبا محمداه ) فتأتي بلفظ آخر وكذلك إذا ندبت جعفرا قلت : وا مَن كان كريماه ! فتأتي بلفظ غير لفظ زيد وجعفر .
قيل : أجل إلا أن ( أبا محمد ) و ( من كان كريما ) كلاهما عبارة عينيهما وقوله : أنا إنيه ليس باللفظ الأوّل ولا بعبارة عن معناه . وهذا كما تراه واضح جليّ .
ومثل مَدّة الإنكار هذه البتّة في جهلها مَدّة التذكّر في قولك إذا تذكرت الخليل ونحوه : اَليِ وعَنِي ومِنا ومُنْذُو أي الخليل وعن الرجل ومِن الغلام ومنذ الليلة . باب في بقاء الحكم مع زوال العلَّة .
هذا موضع ربما أوهم فساد العلّة . وهو مع التأمّل بضدّ ذلك نحو قولهم فيما أنشده أبو زيد : .
( حِمَّي لا يُحَلّ الدهرَ إلاّ بإذننا ... ولا نسأل الأقوام عقد المياثقِ )