هو من الْحِلية أي زينَّت به موتاها . وقال ابن الأعرابيّ : هو من الحلّ كأنه لمّا مات ( انحلّ به ) عَقْد الأمور . باب في الاكتفاء بالسبب من المسبَّب وبالمسبّب من السبب .
هذا موضع من العربية شريف لطيف وواسع لمتأمِّله كثير . وكان أبو علي - C - يستحسنه ويُعنى به . وذكر منه مواضع قليلة . ومرَّ بنا نحن منه ما لا نكاد نحصيه .
فمن ذلك قول الله تعالى ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله ) ( وتأويله ) - والله أعلم - : فإذا أردت قراءة القرآن فاكتفي بالمسبَّب الذي هو القراءة من السبب الذي هو الإرادة . وهذا أولى من تأوّل من ذهب إلى أنه أراد : فإذا استعذت فاقرأ لأن فيه قلبا لا ضرورة بك إليه . وأيضا فإنه ليس كل مستعيذ بالله واجبةً عليه القراءة ألا ترى إلى قوله : .
( أعوذ بالله وبابن مُصْعَبِ ... اَلفرع من قريشٍ المهذَّب ) .
وليس أحد أَوجب عليه من طريق الشرع القراءة في هذا الموضع .
وقد يكون على ما قدّمنا قوله عزّ اسمه : ( إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم ) أي إذا أردتم القيام لها والانتصاب فيها .
ونحو ما أنشده أبو بكر : .
( قد علَمتْ إن لم أجد معينا ... لأخلطنّ بالخَلُوق طينا )