ولو لم يعترف في ظاهر الأمر به لم يقو توقيفه عليه وتحذيره من مثله قُوَّته إذا اعترف به لأن الاحتجاج على المعترِف أقوى منه على المنكِر أو المتوقّف فكذلك قوله سبحانه : هل امتلات فكأنها قالت : لا فقيل لها : بالغي في إحراق المنكِر ( كان لكِ ) فيكون هذا خطابا في اللفظ لجهنم وفي المعنى للكفار . ( وكذلك ) جواب هذا من قولها : هل من مزيد أي أتعلم يا ربنا أن عندي مزيدا . فجواب هذا منه - عزَّ اسمه - لا أي فكما تعلم أن لا مزيد فحسبي ما عندي . فعليه قالوا في تفسيره : قد امتلأت فتقول : ما من مزيد . فاعرف هذا ونحوه . وبالله التوفيق . باب في قوّة اللفظ لقوّة المعنى .
هذا فصل من العربية حَسَن . منه قولهم : خَشُن واخشوشن . فمعنى خَشُن دون معنى اخشوشن لِما فيه من تكرير العين وزيادة الواو . ومنه قول عمر Bه : اخشوشِنوا وتمعددوا : أي اصلُبوا وتناهَوا في الخُشْنة . وكذلك قولهم : أعشب المكان فإذا أرادوا كثرة العُشْب فيه قالوا : اعشوشب . ومثله حلا واحلولي وخَلُق واخلولق وغدِن واغدودن . ومثله باب فَعَل وافتعل نحو قدر واقتدر . فاقتدر أقوى معنى من قولهم : قدر . كذلك قال أبو العباس